|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فاجتمع حينئذ هؤلاء الرجال، فوجدوا دانيال يطلب ويتضرع قُدام إلهه، فتقدموا وتكلموا قدام الملك في نهي الملك. ألم تمض أيها الملك نهيًا بأن كل إنسان يطلبُ من إلهٍ أو إنسان حتى ثلاثين يومًا إلاَّ منك أيها الملك يُطرح في جُب الأسود؟ فأجاب الملك وقال: الأمر صحيح كشريعة مادي وفارس التي لا تُنسخ. حينئذ أجابوا وقالوا قدام الملك: إن دانيال الذي من بني سبيّ يهوذا لم يجعل لك أيُّها الملك اعتبارًا، ولا للنهي الذي أمضيتُه، بل ثلاث مرات في اليوم يطلب طلبته. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جدًا، وجعل قلبه على دانيال ليُنجيه، واجتهد إلى غروب الشمس لينقذه. فاجتمع أولئك الرجال إلى الملك وقالوا للملك: اعلم أيها الملك أن شريعة مادي وفارس هي أن كل نهيٍ أو أمرٍ يضعُه الملك لا يتغير" [11-15]. يقول القديس جيروم أنه كما فهم الملك نيّة هؤلاء الرجال إنهم دبروا الخطة للإيقاع بدانيال، هكذا فهموا هم أيضًا نيّة الملك الذي امتنع عن الطعام حتى الغروب كنوع من الضغط عليهم كي لا يطلبوا موت دانيال، إذ لم يكن في سلطانه أن يغيِّر القانون الذي أصدره، لكن كان يمكن لهم أن يتجاهلوا ما صنعه دانيال ولا يشتكوا عليه. أما هم فلم يبالوا بما فعله الملك وأصرُّوا على تطبيق القانون على دانيال. كان أمام دانيال أن يتوقف عن الصلاة لمدة ثلاثين يومًا حتى تنتهي مدة القرار، مع قيامه بالصلاة خفية في منزله والنوافذ مغلقة، والتظاهر بأنه يسجد للتمثال. لكن وجد دانيال فرصته لإعلان إيمانه ففتح النوافذ، وتحدى الشر ليس استعراضًا لقوته، وإنما شهادة لإيمانه. كان دانيال يُحدد أوقاتًا معينة يوميًّا للصلاة وهكذا كان المرتل (مز 55: 16-17). تحدث الأعداء ضده باستخفافٍ وكراهية: "دانيال هذا..."، وقد وقف الملك محاميًا عنه. لكن الأعداء كانوا قد احكموا الخطة، إذ وقَّع الإمبراطور قانونًا لا رجعة فيه. |
|