عاش النبي عوبديا في زمن اشتد فيه عند الشعب شعور بقرب انتهاء الأزمنة، في وقت بان له ان تدخل الله النهائي لخلاص شعبه أمر قريب وواقع لا محالة. في مثل هذه الأجواء عينها اطلق يسوع صرخته: "لقد تمت الأزمنة واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالانجيل" (مر 1/15) (انه موضوع تعليم يسوع الاساسي ويرد أكثر من ثمانين مرة على لسانه في الأناجيل الازائية). أما الجديد في تعليم يسوع فهو انه يبشر ببدء الأزمنة الاسكاتولوجية وبظهور ملكوت الله في التاريخ الحاضر لاسرائيل ولسائر الأمم. أجل تنال الأمم حصة في الخلاص الحاصل في أورشليم والمنتشر منها. وجميل ان نلاحظ كيف ان لوقا الذي يبدأ انجيله في هيكل اورشليم (لو 1/5- 25) ينهي أعمال الرسل في رومة، عاصمة الأمم والعالم الوثني (اع 28/23- 28). فلا حدود إذاً لكلام الله ولإعلان بشارة الملكوت.