منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 10:47 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,776

الصليب أحجية الله




الصليب أحجية الله



كتب بولس إلي كنيسة كورنثوس قائلاً: «إن كلمة الصليب عند الهالكين جَهالة، وأما عندنا نحن المخلَّصون فهي قوة الله... لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرة ولليونانيين جهالة، وأما للمدعوين: يهوداً ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله (الصليب) أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس» (1كو1: 18-25).

فالصليب هو أٌحجية الله التى لا يدركها الإنسان الطبيعي مطلقاً، ولا عظماء هذا الدهر، لأنهم لو عرفوا لَمَا صلبوا رب المجد (1كو8:2)، ففي الصليب استطاع الله أن يُخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة، تلك كانت أحجية شمشون الذي ترك مركزه كنذير وذهب إلي كروم تمنة في أرض ونصيب الفلسطينيين، تلك الكروم التي ما كان للنذير أن يقترب منها ولا أن يتعامل مع العنب بأي صورة من صوره. وهناك هاجمه شبل أسد وزمجر للقائه (حيث كل قوة العدو) في أرض الفلسطينيين (أعداء شعب الله)، لكن شمشون شق الأسد كشق الجدي وليس في يده شيء (قض6:14)، وعندما عاد بعد أيام ليري رمة الأسد إذا دبر من النحل في جوف الأسد، فكانت أحجيته «من الآكل خرج أُكلاً ومن الجافي حلاوة» (قض14:14).

وهكذا علي مدي التاريخ كله، منذ وجود الإنسان في الجنة وحتى نهاية الأزمنة حيث السماء الجديدة والأرض الجديدة، سوف يظل الله يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، فعلى مرِّ التاريخ كان الشيطان والإنسان يفسدان كل شيء، لكن بعد كل إفساد كان الله يخرج منه خيراً أكثر لمجده ولخير الإنسان، وكان أساس كل ذلك هو الصليب، فالصليب هو تلك الأحجية التي لم يستطع أن يدركها الإنسان، بنفس الأحجية التي لم يستطع أن يدركها الفلسطينيين. فعلى أساس الصليب تعامل الله مع أدم بعد سقوطه. وعلى أساس الصليب تعامل الله مع الإنسان بعد فشله في تدبير الضمير وإغراق الأرض بالطوفان، حيث الفلك الذي أنقذ نوح وحيث المذبح وقوس قزح. وعلى أساس الصليب كان خروج إسرائيل من مصر. وعلى أساس الصليب تكوّنت الكنيسة. بل على نفس الأساس عالج الله فشل إسرائيل والكنيسة تحت المسئولية. وعلى أساس الصليب كانت النصرة علي الموت والشيطان. بل، وأخيراً، على أساس الصليب ستكون الحالة الأبدية.

ماذا عن سقطةآدم؟

لقد وضع الله أدم في الجنة متسلطاً علي كل شيء، وكان يأتي إليه مع هبوب ريح النهار، لكن أتى إبليس إلي الجنة وأغوي حواء، وسقط آدم بعد الأكل من الشجرة. وهكذا دخلت الخطية إلي العالم، وبدخول الخطية دخل الموت، بل وأُخضعت الخليقة للبُطل، وسلب الشيطان السلطان والسيادة من آدم، حتى أن الشيطان عندما كان بين بني الله وهم يمثلون أمامه، كان جوابه علي سؤال الله «من أين جئت؟» قائلاً «من الجولان في الأرض ومن التمشي فيها» (أى1: 7)، وكان يقصد بذلك السلطان الذي سلبه من آدم، وكأنه يقول لله: لقد جئتُ من المكان الذي صار تحت سيطرتي. بل وآدم نفسه إزداد بُعداً عن الله، وتخفي وراء الشجر في الجنة، بل خاط هو وحواء أوراق تين لأنفسهما وصنعا مآزر، إشارة إلي مبدأ اللجوء للأعمال، والذي نتيجته البعد والعداوة لله.

لكن ماذا فعل الله أمام مشهد الفشل والفساد هذا؟ لقد كان أمامه عمل الصليب أمام عمل الشيطان، فأعلن علي أساس الصليب مواعيده، وهكذا أخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة، فكان الوعد بنسل المرأة الذي يسحق رأس الحية. فإن كان الشيطان كالحية دخل إلي الجنة وافسد كل شيء فإن الرب علي الصليب سوف يسحق رأسه ويفسد خططه، هذا في تعامله مع الحية. أما في تعامله مع آدم، فقد أظهر له النعمة التي أساسها الصليب، فبدلاً من مآزر ورق التين صنع لهما أقمصة من جلد علي أساس الكفارة والتي غطت آدم وحواء أمام الله، وصار لهما القبول الكامل. أما من جهة آدم، فإن النعمة تعاملت معه أيضاُ، فأدرك أنه بموت المسيح علي الصليب تصير الحياة للإنسان المائت، فدعا المرأة حواء (أي أم كل حي)، فإن كان الموت قد دخل بسبب أن المرأة أٌغويت، فإنه بسبب موت نسل المرأة تصير الحياة.

وهكذا علي أساس الصليب أخرج الله من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة.

وماذا عن أيام نوح؟

إن الكتاب يخبرنا أن الله تأسف أنه صنع الإنسان إذ وجد تصورات قلبه وإنما هي شريرة كل يوم (تك6: 5)، وأيضاً منذ حداثته (تك8: 21)، فلقد اتخذ بنو الله من بنات الناس من كل ما اختاروا (تك6: 1)، وهكذا أفسد الشيطان النسل البشرى. ولكن الله حفظ نوح ثامناٌ (أي هو وأسرته). وما كان أمام الله إزاء ما حدث إلا أن يغرق الأرض بالطوفان، ولكن أمام نهاية كل البشر التي أتت أمامه كان هناك الصليب طريق النجاة من الطوفان. لقد كان الرب يتطلع إلى الفلك الذي كان هو الطريقة الوحيدة لنجاة نوح وعائلته، بل وأيضاً للخليقة التي ستدخل الفلك. أ ليس هذا عين ما سيحدث في الملك الألفي؟ فإن البقية من اليهود والخراف من الأمم سوف تجد نجاتها في عمل الصليب، بل وأيضاً الخليقة نفسها ستُعتق من عبودية الفساد إلي حرية مجد أولاد الله، وسوف يدخل كل هؤلاء الأرض المجددة بسبب الصليب. لكن ماذا فعل نوح عندما وطأت قدماه الأرض بعد الطوفان؟ لقد أقام مذبحاً للرب، وقدَّم عليه محرقات وتنسم الله رائحة الرضا (تك8: 21). لقد تطلع الله إلي الإنسان قبل الطوفان فتأسف في قلبه، أما الآن فإنه يتطلع إلي الصليب فيتنسم رائحة الرضا. وأكثر من ذلك أعلن عهداً أن لا يغرق الأرض بالطوفان مره أخري، بل وأظهر علامة ابتسامته ورضاه في قوس قزح مرسوماً في السماء. نعم، فالصليب غيَّر المشهد تماماً أمام عيني الله.

وماذا أيضاً عن إسرائيل؟

لقد كان بنو إسرائيل مستعبَدين في مصر، وكانت السياط تلهب ظهورهم، وكانت المذلة هي طابع حياتهم، بل كانوا أيضاً مثلهم مثل المصريين لا يعرفون يهوه، بل وتذمروا على موسى وهارون عندما أجبرهم المصريون علي جمع التبن لصنع اللبن بعد دخول موسى وهارون إلي فرعون. لكن كان هناك أساس يتطلع إليه الله لخروج الشعب من مصر، ألا وهو الصليب. لقد أمر الله موسى أن يصنع الشعب الفصح ليرش الدم علي القائمين والعتبة العليا، وفي نصف الليل عندما يعبر المهلك قال الله «أري الدم وأعبر عنكم»، نعم فإن تطلع الله إلى دم خروف الفصح، الذي يرمز إلى عمل المسيح على الصليب، كان أساساً لخروج الشعب من مصر.

لكن ماذا عن الكنيسة؟

لقد رفض إسرائيل الرب تحت المسؤولية، وعندما كان يرسل إليهم الأنبياء ليطلب منهم ثمراً، يضطهدونهم تارة بالجلد وتارة بالإهانة، وعندما أتى الرب قالوا «هذا هو الوارث هلم نقتله لكي يصير لنا الميراث» (لو20:14)، وهكذا رفضوا الرب ووضعوا أيديهم في أيدي الأمم وتحالفوا جميعا مع إبليس وعُلَّق الرب علي الصليب. ولكن الله كان يتطلع إلى الصليب ليعمل عملاً عجيباً، فعلى أساس الصليب تكونت الكنيسة من اليهود والأمم، لقد كان الأمم قبلاً مدعوين غرلة من المدعو ختاناً في الجسد، بل كانوا بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لهم وبلا إله في العالم. لكن على أساس الصليب، هؤلاء الأمم البعيدين صاروا قريبين، بل على أساس الصليب أقام الله شيئاً جديداً لم يخطر علي بال اليهود والأمم إذ نقض حائط السياج المتوسط (حيث الناموس بطقوسه وفرائضه الذي فرّق بين اليهودي والأممي وجعل اليهودي يفتخر علي الأممي وبذلك صارت العداوة بينهما) أي العداوة وأبطل ناموس الوصايا في فرائض، وخلق الاثنين في نفسه (المسيح) إنساناً واحداً جديداً، فلم يعد اليهودي يهودياً ولم يعد الأممي أممياً، بل الإنسان الجديد هو الذي في المشهد أمام الله، وصالح الاثنين في جسد واحد (جسد المسيح) مع الله بالصليب (الذي هو أداة القتل وعلامة العار) قاتلاً العداوة به (تلك العداوة التي كانت في الإنسان من نحو الله)، وهكذا تكوّنت الكنيسة التي صار فيها كل من يؤمن رعية مع القديسين وأهل بيت الله ومسكنا ًلله في الروح، وأيضاً ينمو هيكلاً مقدساً (أف11:2-22).

لكن أيضاً فشلت الكنيسة في شهادتها علي الأرض كما فشلت إسرائيل، ولكن هل يوجد ضمان لإتمام المواعيد لكنيسة الله ولإسرائيل بالرغم من الفشل؟ والإجابة: نعم، فلقد أعلن بولس للمؤمنين في كورنثوس في الرسالة الثانية إليهم قائلاً «مهما كانت مواعيد الله ففيه (في المسيح وعلي أساس عمله علي الصليب) النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا». لكن ماذا عن الموت الذي دخل العالم وعن إبليس كرئيس هذا العالم؟ لقد سقط أدم ودخلت الخطية واجتاز الموت إلي جميع الناس، وأُخضعت الخليقة للبُطل، وصارت السعادة لإبليس، فهو رئيس هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، لكن ألا يوجد انتصار علي الموت وإبليس؟ نعم يوجد، فعلى أساس الصليب أخرج الله من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة، لقد دخل الرب إلي إبليس في أمنع حصونه، بعد أن جمع العدو كل إمكانيته وقدراته وجمع اليهود والأمم ضد المسيح، ورفع الرب علي الصليب، وسدد العدو ضرباته وأفرغ كل قوته في الصليب، ومات الرب علي الصليب ودخل القبر وظن العدو أنه قد ظفر، لكن لم تكن تلك النهاية، فقد قام الرب ناقضاً أوجاع الموت وأنتصر علي ذلك العدو كعربون النصرة الأخيرة في الحالة الأبدية، بل أيضاً انتصر علي العدو إذ جرد الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم ففيه (أي في الصليب)، وهكذا تم المكتوب «لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس». هكذا أخرج الله علي أساس الصليب من الجافي حلاوة، فلم يعد لإبليس سلطان مطلقاً، فسوف يسقط من السماء في منتصف الضيقة (رؤ9:12)، وفي نهايتها سوف يُقيَّد ألف سنة (رؤ2:20)، وفي النهاية سوف يطرح إلي البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ10:20).

* * * *

نعم أيها القارئ العزيز، أ ليس في كل ما سبق نستطيع أن نري الصليب كأحجية الله العجيبة، فكلما ظهر فشل وفساد ما، نري الله، علي أساس الصليب، يخرج منه حلاوة وخيراً أكثر.

لقد خلق الله آدم في الجنة ولكن لم نسمع حديثاً بينهما، أما عندما أتى إبليس وخدع حواء وأكل آدم من الشجرة، سمعنا حديثا عن الفداء وعن نسل المرأة؛ وهكذا خرج من الآكل أُكلاً... فما أعذبه حديث!

ولقد فسد الإنسان كله أيام نوح بل وفسدت الأرض وكان الطوفان، لكن كان هناك الفلك ورائحة الرضا في المحرقة وابتسامة الله في السماء بقوس قزح والعهد أن لا يغرق الأرض مرة أخري وهكذا خرج من الآكل أكلا... فما أطيبها رائحة!

وهكذا أيضا على أساس الصليب أخرج الله شعبه من أرض مصر، وعلى ذات الأساس كوّن الله كنيسته من اليهود والأمم، بل وأيضاً على أساس الصليب سوف تتم مشورات الله سواء من جهة شعبه أو من جهة كنيسته على الرغم من فشل الإنسان، بل أن فشل الإنسان أزاح الستار عن كل هذه المشورات، وتمت أحجية الله من الآكل خرج أُكلاً ومن الجافي خرجت حلاوة... فما أعجبها مشورات!

وعلى أساس الصليب تمت النصرة على الموت وأيضاً على إبليس، وسوف تُعلَن النصرة بأجلى بيان في الحالة الأبدية في السماء الجديدة والأرض الجديدة حيث سيبطل الموت كآخر عدو وحيث سيطرح الشيطان في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وهكذا استطاع الله أن يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة... فشكراً لله علي نصرته.

عزيزي القارئ ألا يحق لنا أن نهتف قائلين: «لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً» (1كو2:2).

بالصليبِ قد كَمُلْ
فانتهتْ دينونةٌ




عملٌ فيه العَجبْ
وهلاكٌ وغضبْ


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تعاليم وحقائق مجيدة عن ابن الله
داود النبي قال: “أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله”
الله له أيضًا إرادة محددة، وخطط وترتيبات مسبقة
أعطى الله تعليمات محددة بشأن بناء خيمة الإجتماع
هل اجل الانسان يوم وساعة ومكان موته محددة من الله ؟


الساعة الآن 03:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024