|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت أرى باستمرار البابا كيرلس كأبى الهول ، رابض ، ثقيل موزون ، فيه جلال ، لكن هو رأى فى نفسه أنه ليس شيئا . وكذلك عرف أنه وهو بطريرك ليس شيئا بل هو لا شىء ، ومن هنا كان يستعين بأولاده ، ويلجأ إليهم ويسألهم ويعهد إليهم بالأمور التى هى من اختصاصه ، ولكن كان يدرك أنه وهو رأس ، الرأس لا يلغى العين ولا يلغى الأذن ولا يلغى اليد ولا الرجل . إنما يشرف ، الكل مسئول معه ، للعين أن تعمل ، وللأذن أن تعمل ، ولليد أن تعمل ، وللرجل أن تعمل وللظفر ولكل خلية ، ولكل شعيرة فى الجسم أن تعمل ، وليست مهمة الرئيس أن يبطش بهؤلاء الأعضاء . إنما مهمة الرئيس كما رأيناها فى البابا كيرلس أنه الرجل الذى يدرك أنه ليس شيئا . ومن هنا فإنه كان يستعين ، كان يشعر بالمسئولية ومع ذلك كان يقرب أولاده إليه ، ويعهد إليهم لأنه يرى أن هذا أو ذاك له إختصاص، يمكن أن يؤدى عمله كما تؤدى العين وكما تؤدى الأذن وكما يؤدى كل عضو من أعضاء الإنسان. وهذا هو الرئيس الناجح الذى يفهم معنى مسئوليته . لذلك كان البابا كيرلس دائما ، دائما ، دائما مع كفاءته ومع أنه كان قادراً فى أمور كثيرة أن يتصرف ، لكنه كان يتعاون ويستعين تحت شعوره بضآلته ، تحت شعوره بمسكنته ، تحت شعوره بجهالته. |
|