فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّام التي تَقَدَّمَتِ الطُّوفان، يَأكُلونَ
ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة،"السَّفينَة" فتشير إلى سفينة نوح الذي جاء وصفها في الكتاب المقدس" اصْنَعْ لكَ سَفينَةً مِن خَشَبٍ قَطرانِيّ وآجعَلْها مَساكِنَ واطْلِها بِالقارِ مِن داخِلٍ ومِن خارِج. كذا تَصنَعُها: ثَلاثُ مِئَةِ ذِراعٍ طوُلها وخَمْسونَ ذِراعًا عَرضُها وثَلاثونَ ذِراعًا عُلُوُّها. وتَجعَلُ سَقْفًا لِلسَّفينة وإلى حَدِّ ذراعٍ تُكْمِلُه مِن فَوق. وأجعَلْ بابَ السًّفينةِ في جانِبِها وتَصنَعُها طوابِق: سُفلِيًّا وثانِيًا وثالثًا" (التكوين 6 :14-16). والسفينة هنا مأخوذة من اللفظة العبرية תֵּבַה تدل على السلّة التي وُضع فيها موسى على النيل (خروج 2 :3، 5) ويدل بناء الفلك على إيمان نوح " بِالإِيمانِ أُوحِيَت إِلى نُوحٍ أُمورٌ لم تَكُنْ وَقتَئِذٍ مَرْئِيَّة، فتَوَرَّعَ وبنَى سَفينَةً لِخَلاصِ أَهْلِ بَيته، حَكَمَ بِها على العالَم وصارَ وارِثًا لِلبِرِّ الحاصِلِ بِالإِيمان"(عبرانيين 11 :7)؛ وقد تمّ اكتشاف خشب يعود إلى زمن نوح على جبلأرارات، أعلى قمة جبلية (5165 م) بتركيا، ورد اسم الجبل في الكتاب المقدس (سفر طوبيا 1: 21). يبدو أن فرضيّة الخشب لا أساس علميًا لها إطلاقًا، إذ كيف يبقى الخشب على حاله بعد آلاف وآلاف السنين على منطقة يكسوها الثلج.