|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجنونا كورة الجرجسيين (ع 28-34): 28 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ، اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدًّا، حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ. 29 وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30 وَكَانَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31 فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ». 32 فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ، وَإِذَا قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ انْدَفَعَ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمَاتَ فِي الْمِيَاهِ. 33 أَمَّا الرُّعَاةُ فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَنْ أَمْرِ الْمَجْنُونَيْنِ. 34 فَإِذَا كُلُّ الْمَدِينَةِ قَدْ خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ. ع28: "إلى العبر": وصل المسيح بالسفينة إلى الشاطئ الشرقى من بحر الجليل. "كورة الجرجسيين": قرية موجودة بين بلاد الجدريين، على الشاطئ الشرقى من بحيرة طبرية. أسرع نحو المسيح مجنونان كانا يسكنان في قبور هذه المدينة. ويبدو أن أحدهما كان أكثر هياجا من الآخر، فذكره معلمانا مرقس ولوقا (مر 5: 1-20؛ لو 8: 26-39)، وأهملا ذكر المجنون الثاني. ومن شدة هياجهما، قطعا الطريق على المارة، فكان الناس يخافون المرور في هذا الطريق. وقد سكنت الشياطين في هذين المجنونين فأفقدتهما عقليهما، ولم يعودا يتمتعان بالسلام الطبيعي الذي للبشر. هذا هو فعل الشياطين القاسية على البشر المتهاونين، عندما يبتعدون عن الله. بل أكثر من هذا كانا، بهياجهما، يمنعان الآخرين من المرور في هذا الطريق، فالشيطان يحاول تعطيل الناس عن المرور في طريق الله. ع29: لم تحتمل الشياطين رؤية المسيح، فصرخت في ضعف وخوف من سلطانه ألا يعذبهم. وكانت تسكن في هذين المجنونين مجموعة كبيرة من الشياطين، وليس شيطان واحد، لذلك تكلموا بصيغة الجمع. "قبل الوقت": أي قبل يوم الدينونة. "تعذبنا": تهلكنا وتلقينا في العذاب الأبدي. ع30-31: كان بجوار المدينة هضاب ترعى فيها قطعان من الخنازير يبلغ عددها حوالي ألفين (مر 5: 13)، فطلبت الشياطين من المسيح، إذا أراد أن يخرجهم من المجنونين، أن يسمح لهم بالدخول في الخنازير. وهذا يُظهر بوضوح سلطان المسيح على الشياطين، فلا تتحرك دون إذنه، وكذلك يُظهر شر الشياطين التي تريد قتل الخنازير لتهييج أصحابها ضد المسيح ومنع كرازته. ع32: سمح لهم المسيح بدخول الخنازير، فاندفعت من الشاطئ إلى البحر وغرقت كلها. هذا يُظهر قسوة الشياطين التي تريد إهلاكنا، ولكن المسيح لم يسمح لهم بإهلاك المجنونين، وسمح فقط بإهلاك الخنازير، لأن الخنازير محرمة عند اليهود، فتربيتها كانت ضد الناموس الإلهي. وهذا يُظهر أن الهياج والجنون الذي في المجنونين لم يكن مرضا عصبيا، بل بفعل الشياطين. "الجرف": أي من سفح الجبل إلى حافة البحر. ع33-34: انزعج الرعاة جدًا من قوة المعجزة، وحزنوا لضياع ثروتهم، وأخبروا الجرجسيين سكان المدينة، الذين خرجوا ورأوا المسيح، وخافوا من قوته، وحزنوا لضياع ممتلكات المدينة، وهي هذه الخنازير. وفي قسوة قلب، لم يهتموا بشفاء المجنونين، لأن تعلقهم بالماديات أعمى عيونهم، ولم يروا النعمة الإلهية التي يمكن أن يتباركوا بها من المسيح، بل خافوا أن يخسروا شيئًا ماديا آخر، فطلبوا من المسيح ألا يدخل مدينتهم. تركهم المسيح لتعلقهم بالماديات، وإن كان في نفس الوقت أرسل المجنونين اللذين شُفيا، ليكرزا باسمه "في العشر المدن" (مر 5: 20)، وهي المدن المحيطة بمدينتهما. |
|