ما العلاقة بين الحوادث التي تصيب الإنسان وخطاياه؟
كان اليهود في زمن المسيح يعتقدون أنَّ ضحايا الشر إنما حصدوا ما قد زرعوا، لان الألم هو عقاب للخطيئة الشخصية. وكان يقولون لدى سقوط البرج، من وقع عليه اعتبر خاطئاً، ومن نجا كان بارً. أمَّا تفسير يسوع فيختلف عن تفسير اليهود. يرفض يسوع تعليما يربط بين خطيئة اقترفناها وحادث حصل لنا في حياتنا.
وجاء الجواب في الأصل كلنا خطأة كما جاء في تعليم بولس الرسول:" ما مِن أَحَدٍ بارّ، لا أَحَد" (رومة 3: 10). فبمعصية أبيهم الأول، دخلت الخطيئة العالم (رومة 5: 12)، وهم خطأة بذنب شخصي، لأن كل واحد منهم، "وهو مبيع لسلطان الخطيئة" (رومة 7: 14)، وقد قبل برضاه نير الشهوات الخاطئة (رومة 7: 5). لذلك، علينا جميعا أن نتوب.
من هذا المنطلق، الكوارث والمآسي ليست عقاباً إلهيا، ولكنها نداء ودعوة موجّهة إلى الجميع كي يرتدوا. لذا ينبغي قراءة كل ما يحدث على مستوى الإيمان. فيصبح الحدث رسالة وعلامة إيمانية. إن الشرور التي تُصيبنا أو تُصيب الآخرين، إنَّما هي علامة تقودنا إلى الارتداد الشخصي وإلى التوبة. فلا يجب إدانة النفس أو الآخرين أو التنكيل بهم دون تفكير. يسوع عاجز تجاه القلب المغلق القاسي الذي يرفض النور "أمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلا غُفرانَ له أبداً، بل هو مُذنِبٌ بِخَطيئةٍ لِلأَبَد" (مرقس 3: 29)، وتجاه من يتصور أنه في غير حاجة إلى صفح، كالفريسي في مثل الفريسي والعشّار (لوقا 18: 9 -11).