|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس ظهور العذراء حقيقة كان القدر قاسيًا على البابا كيرلس. ما الذى يفعله البطريرك؟ وما الذى يمكن أن يقوله؟ هل يصطدم بأبناء شعبه؟.. كان المصريون خارجين من هزيمة يونيو ٦٧، تقول المصادر التاريخية إن المصريين لم يقتربوا من الله مثلما فعلوا فى سنوات ما بعد النكسة، كانت هذه أعظم سنوات «التجارة مع الله». هرب الجميع إلى الدين بفعل التبعات النفسية للنكسة وكان تجلى العذراء أبرز مظاهر هذا الهروب. يقول البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن «مصر- بعد عام ١٩٦٧- كانت فى حالة يرثى لها لكن الله لم يترك هذه الأرض أبدًا فأراد أن يعزى كل المصريين». ما الذى فعله؟ ماذا قال البابا كيرلس عن الظاهرة؟.. ولماذا تأخر المقر البابوى من ٢ أبريل ١٩٦٨ حتى ٤ مايو ١٩٦٨؟. تعالوا نعرف الإجابة معًا. أعلن البابا كيرلس السادس فى بيان صدر أمس عن المقر البابوى، صحة ظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون. قال البابا فى بيانه إن هذا الظهور بدأ منذ مساء يوم ٢ أبريل الماضى ومازال ظهورها مستمرا حتى الآن، وإنها فى بعض الليالى تظهر لمدة تزيد على ساعتين متتاليتين. وقال البابا، فى بيانه، إن ظهور العذراء يتم بصورتها الكاملة على شكل سحاب ناصع البياض، أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام. وأضاف البيان أن هذا الظهور يصحبه أمران مهمان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين، والثانى حدوث آيات باهرة من معجزات الشفاء لكثيرين ثبت علميا أن شفاءهم كان مستحيلا. ودعا البابا فى بيانه أن يكون هذا الظهور رمز سلام لشعوب العالم، ويمنا للوطن العزيز، وبركة لشعب مصر الذى سبق أن قال عنه الوحى الإلهى «مبارك شعبى مصر». أمام ١٥٠ صحفيا يمثلون صحف العالم ووكالات الأنباء أذيع أمس بيان للبابا كيرلس السادس، أعلن فيه صحة معجزة ظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون.. وفى المؤتمر الصحفى العالمى الذى عقد ظهر أمس فى المقر البابوى تلا الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف البيان التالى: منذ مساء يوم الثلاثاء ٢ أبريل ١٩٦٨ الموافق ٢٤ برمهات سنة ١٦٨٤، توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المسماة باسمها فى شارع طومان باى بضاحية الزيتون قرب القاهرة. وكان هذا الظهور فى ليال مختلفة كثيرة لم تنته بعد، بأشكال مختلفة، فأحيانا بالجسم الكامل وأحيانا بنصفه العلوى، تحيط بها هالة من النور المتلألئ، وتارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحنى أمام الصليب العلوى فيضىء بنور باهر. وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم كأنه سحاب ناصع البياض، أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة. وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانا إلى ساعتين وربع كما حدث فجر الثلاثاء ٣٠ أبريل سنة ١٩٦٨ الموافق ٢٢ برمودة سنة ١٦٨٤ حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحا. وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب، ومن الأجانب، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور فى هذه المنطقة ظهورا متميزا فى طابعه، مرتقيا فى مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد. وصحب هذا الظهور أمران مهمان: ■ الأول، انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين، وإشراق نور معرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى إلى توبة العديدين وتغير حياتهم. ■ الثانى، حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزى لكثيرين ثبتت علميا وبالشهادات الجماعية. وقد قام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق، وقرر تشكيل لجنة مكونة من ثلاثة، وقبل أن تبدأ اللجنة المشكلة من ثلاثة مطارنة وأساقفة، فى الرد على أسئلة الصحفيين، أعلن الأنبا صموئيل، أسقف الخدمات، أن أحد استوديوهات التصوير فى ضاحية الزيتون، قد تمكن من تصوير السيدة العذراء أثناء ظهورها ليلا فى أحد الأيام.. ثم عرض الأنبا صموئيل الصورة على الصحفيين وأمام عدسات التليفزيون. وبدأت بعد ذلك الإجابة على الأسئلة: الصور حقيقية ■ يقول الذين رأوا العذراء فى كنيسة الزيتون إنها تشبه تماما الصور التى يرونها منتشرة فى الكنائس ومنازل المسيحيين.. وبالتالى فقد يكون ما رآه المواطنون حقيقيا، وملامحها منقولة عن الصورة الأصلية التى رسمها لها منذ أكثر من ١٩٠٠ سنة القديس لوقا الإنجيلى. دينيا وعلميا ■ هل هذه الظاهرة مقبولة دينيا وعلميا؟ - إن ظهور السيدة العذراء كطيف يحوم حول قبة كنيسة أو فى مكان خلاء أو فى مكان آخر، ظاهرة مقبولة دينيا. فإن القديسين والرسل والأطهار كثيرا ما يستجيبون لدعاء المؤمنين، وتظهر أطيافهم لهم لمساندتهم وشد أزرهم فى وقت الضيق أو الشدة.. وأرواح القديسين أو طيفهم، ظاهرة روحية يبعثها الخالق إلى المؤمنين، عملا بقوله المقدس «ادعونى فى وقت الشدة فأجيب». أما من الناحية العلمية، فقد ثبت أن لكل إنسان «أثيريته» التى لا تمحى من الوجود والتى يمكن تجسيدها فى أى وقت. ■ لماذا ظهرت السيدة العذراء فى مصر بالذات وفى هذا الوقت.. هل هو إحدى المناسبات الدينية المتعلقة بها.. كذكرى مولدها أو وفاتها؟ - بالنسبة للشطر الأول من السؤال، فإن السيدة العذراء تظهر فى أى مكان. وقد سبق أن ظهرت فى قرية «فاطيما». وظهرت منذ ١٠ سنوات فقط فى القدس حيث أقيمت فى نفس مكان ظهورها كنيسة «ظهور العذراء». وظهور السيدة العذراء اليوم فى مصر أمر لا يحتمل الشك لسببين: ■ الأول: أنه جاء فى الإنجيل «مبارك شعبى مصر».. فمصر وشعبها باركهم الله منذ القدم. ■ الثانى: أن فى مصر أماكن تحمل آثارا مقدسة لحضور السيدة العذراء إليها وإقامتها فيها فترة من الزمن مع يسوع الطفل، ومع يوسف الصديق.. ومعنى هذا أن العائلة المقدسة بأكملها أقامت وعاشت فترة من الزمن فى مصر.. فلماذا لا تظهر فى مصر؟ أما بالنسبة للشطر الثانى، فقد قلنا إن القديسين والشهداء يظهرون للمؤمنين فى وقت الشدة لمساندتهم وشد أزرهم.. وعلى ذلك يمكن الرد على السؤال «لماذا هذا الوقت بالذات؟» بسببين: الأول: هو شد أزر الشعب المصرى المؤمن «المبارك» بنص الكتب المقدسة فى الشدة أو الأزمة التى يمر بها الآن، وتبصيره بأن الله لم ينس وعده لهم بأنهم شعب مبارك لديه. الثانى: هو دعوة أبناء مصر إلى التمسك بإيمانهم وعقائدهم فى هذا الوقت بالذات. لماذا بعد النكسة ■ هل هناك تفسير لحدوث واقعة الظهور فى هذا الوقت بالذات بعد النكسة؟ -الأنبا غريغوريوس: لعله بشير طيب وعلامة سماوية بأن الله معنا ولم يتركنا.. نحن نسمع منذ يونيو الماضى أن الله تخلى عنا، ولولا هذا ما وقعت النكسة.. ولكن هذا الظهور وقد تم علنا للآلاف، يعنى أن الله معنا وأنه سيكون فى نصرتنا، وليشعر الكل بأن هذه الأزمة طارئة فقط وأن السماء مازالت فى نصرتنا. كما أن هذا الظهور قد يعنى أن السيدة العذراء لا ترضى عما ارتكبه ويرتكبه اليهود فى الأراضى المقدسة بمدينة القدس.. وأن ما يقع هناك قد أحزنها وهى حامية الأرض المقدسة، فجاءت لتعلن للبشر غضبتها وحزنها وتدعو لتخليص القدس من مغتصبيها. المعجزات ■ ما المعجزات التى حدثت خلال ظهور العذراء وما تفاصيلها حتى الآن؟ - عشرات بل مئات من المعجزات.. وسنعقد مؤتمرا آخر لإعلان هذه المعجزات بعد تجميعها.. وقد شكلت لجنة برياسة الأسقف غريغوريوس لجمع المعلومات من جميع الذين شاهدوا العذراء والذين وقعت لهم معجزات شفاء.. وستطبع - بعد التأكد منها بمختلف الطرق - فى كتاب يوزع فى أنحاء العالم. مسألة المنديل ■ قرأنا القصة التى روتها المواطنة مارسيل عن أن العذراء زارتها فى منزلها ثم ظهرت «رغاوى» على فم ابنها، وبمسح الفم بمنديل انطبعت عليه صورة كف وفى وسطه صليب.. وفى اليوم التالى أذاع البابا تكذيبا قاطعا لهذه القصة، بينما أيد باقى القصص الأخرى.. فهل معنى ذلك أن عصر المعجزات قد انتهى.. وما هو تفسير أقوال بعض المواطنين الذين شفوا من أمراضهم؟ - ليس للمعجزات عصر معين، فهى موجودة ويمكن أن تقع فى كل يوم وفى كل لحظة.. بالإيمان، والإنجيل يقول إن من عنده إيمان مثل «حبة الخردل» يستطيع أن يحرك الجبال من أماكنها.. والإيمان يصنع المعجزات فى أى وقت وفى أى مكان، فليس لها عصر معين ولا مكان معين. فالمعجزات بالإيمان مقبولة.. أما غير المقبول فهو استغلال الإيمان لكسب شخصى أو مادى.. وهذا ما حدث بالنسبة للقصة التى روتها المواطنة مارسيل.. فحين روتها للمرة الأولى للجنة التحرى التى شكلها البابا قبلتها اللجنة على علاتها باعتبارها نوعا من الإيمان. وبالتحرى، تبين أن المنزل الذى تقطنه هذه السيدة كان قد صدر قرار بإخلائه وهدمه لأنه آيل للسقوط، وظهر أن هناك شبهة هدف مادى وشخصى وراء الرواية وأعادت اللجنة النظر فى رواية السيدة مارسيل، فتبينت فيها ثغرات من بينها: ■ قالت المواطنة إن شباك الحجرة فتح فجأة بعنف حتى كاد ينكسر، كأن عاصفة قد هبت.. فى حين أن ظهور العذراء لا يأتى كعاصفة مدمرة، وإنما كنسمة رقيقة.. كما أن ظهورها - كروح أو طيف - لا يتطلب فتح الشباك. ■ الدم الموجود فى المنديل غير حقيقى، لأن مثل هذا الدم لا يظهر إلا بطرد روح نجسة من نفس إنسان. ورغم كل هذا فإن البابا لم يقطع بالتكذيب، وإنما حذر المؤمنين من تصديق كل ما يقوله الناس. وتجرى الآن أبحاث معملية على المنديل، لمعرفة الحقيقة. الزيتون مكان مقدس ■ هل هناك مشروعات لتحويل ضاحية الزيتون إلى منطقة سياحية؟ الأنبا صموئيل: إن هذا البيان بداية طيبة لهذه المنطقة.. فهو اعتراف بأن هذا المكان أصبح مكانا مقدسا.. وستعد المشروعات اللازمة لإقامة المزارات والتذكارات القدسية فيه. ■ لماذا لم يذهب البابا؟ - لقد انتظر قداسته شهرا كاملا لكى يعلن صحة ظهور العذراء، وذلك حتى اكتملت أمامه صورة حقيقية للموقف وتأكد من عشرات الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة وآلاف المواطنين من جميع الأديان، وقد أعلن بيانه بصحة ظهور العذراء، وهو سيزور كنيسة الزيتون قريبا جدا ويقيم صلاة خاصة لإعلان أن هذا المكان أصبح مكانا مقدسا. |
|