|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أعلم أن إيماني حي يُرضي الله
كل زرع وله ثمرته الخاصة التي تدل عليه، وبدون ظهور الثمر الطيب في أوانه فأن هذا يدل على فساد الشجرة، وهكذا الإيمان فأنه مثل الشجرة حينما يضرب جذورة في باطن القلب، فأنه بعد فترة من الزمن يُثمر حينما يكون مروي بالمحبة الصادقة من نحو الله الحي، فإيمان بلا ثمر أعمال المحبة سوف يُرذل كالأعمال بدون إيمان، لأن الإنسان المؤمن الحي بالله في الواقع العملي المُعاش يجب أن يُقدم للرب أعمال ظاهره تُظهر معدن إيمانه، لأن إيمان أبينا إبراهيم لم يكن ليُحسب له براً لو لم يقرب ابنه ثمراً لإيمانه، لأن عمله هذا أظهر ثقته الحقيقية في الرب الذي أحبه فعلاً، ولم يعتبر أن هناك شيء غالي أو ثمين وعزيز لديه أكثر من الله، أو أن هناك شيء يقدر أن يمنع تقدمته لله حتى محبته لابنه نفسها، ومن هنا نفهم كلام الرب حينما قال أن أحب أحد أباً أو أماً أو ابناً.. الخ، اكثر مني فلا يستحقني، فإبراهيم بعمل إيمانه أظهر محبته العظيمة للرب إلهه أكثر حتى من صلة الأبوة والبنوة... فمن يحب الله من قلبه يؤمن ويضع الله الأول والأخير في حياته وبذلك يتمم أعمال الايمان الحي ببرّ وتقوى. أما كل من يؤمن فقط وإيمانه غير مؤسس على المحبة حتى يبذل كل شيء حتى نفسه فليس له حتى الايمان الذي يبدو عليه، ففي إيمانه هذا ضرب من الخيال وحياته ستظل مشوشة، تاره يتقدم وتارة يتأخر، تاره يثق في الله وتارة يشك فيه، حتى أنه أحياناً يحمل الله مسئولية الشرّ وكل مشكلة هو السبب فيها وقد يصل في النهاية للتجديف. فالإيمان العامل بالمحبة هو إذاً كمال الفضيلة وبدونه مستحيل أحد يُرضي الله قط مهما ما صنع من أعمال عظيمة للغاية، بل وصار أعظم خادم وكارز على وجه الأرض كلها. |
|