|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنا عَمَّدتُكم بِالماء، وأمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس تشير عبارة " عَمَّدتُكم " إلى مَعمُودِيّة يُوحَنَّا المَعْمَدان المعروضة على جميع النَّاس، ولا تُمنح إلاَّ مرة واحدة، كاستعداد إلى مَعمُودِيّة سيَدِنا يسوع المسيح (مرقس 1: 8) التي تحتوي على التَّحوُّل الباطني كشرط جوهري لدخول ملكوت السَّماوات، كما صرّح يُوحَنَّا المَعْمَدان "توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات" (متى 3: 2). ومَعمُودِيّة يُوحَنَّا تُشبه الاغتسال الذي كان يُمارس في الدَّين اليهودي للتَّطهير من النَّجاسات الطَّقسية (مرقس 7: 4)؛ وهكذا كان شأن جماعة قمران حيث كان الاغتسال اليومي المقتصر على الأعضاء الذين نذروا أنفسهم، يُعبّر عن مثالهم الأعلى في الطهارة، من غير أن يحلَّ محلّ ما يلزم من التَّحول الباطني، وهم ينتظرون التَّطهير الجَذري (القانون 2: 25-3: 12). ونجد الفرق بين مَعمُودِيّة يُوحَنَّا بالماء، ومَعمُودِيّة يسوع بالرُّوح القُدُس، إذ يَدِعو يُوحَنَّا إلى التَّوبة، وعلامة التَّوبة هي المَعمُودِيّة في الماء استعدادًا لمَعمُودِيّة يسوع بالرُّوح القُدُس؛ ومن يُقدِم على توبة حقيقيَّة تنفتح عيناه، ويعرف المسيح ويُؤمن به، فيَقبل المَعمُودِيّة بالماء والرُّوح ويَصير من أبناء الله |
|