|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس ظل أنطونيوس زهاء عشرين عاما يدرب نفسه فى الوحدة، لا يخرج قط، ويندر أن يراه أحد، بعد هذا لما كثر الذين أرادوا برغبة حارة أن يقلدوا نسكه، ولما أتى معارفه وبدءوا يقتحمون الباب، خرج إليهم متعمقاً فى الأسرار وممتلئاً بروح الله. ولأول مرة رؤى خارج الحصن من أولئك الذين أتوا لرؤيته، وعندئذ تعجبوا من المنظر عندما رآه، لأنه كان له نفس هيئة جسمه السابقة، فلم يكن بدينا كرجل بدون تمرين، ولا نحيفاً هزيل الجسم بسبب الصوم والصراع مع الشياطين، بل كان كما عهدوه قبل اعتزاله. ثم أن نفسه أيضا كانت بلا لوم، فلم تكن منقبضة من أي حزن، ولا مطلقة العنان فى الملذات العالمية، ولم يستولي عليها الضحك أو الكآبة، لأنه لم يفزع لما رأى الجماهير المزدحمة، ولم تأخذه نشوة السرور والاغتباط لما حياه أشخاص كثيرون كهؤلاء، بل كان رابط الجأش كشخص يحكم عقله، كما كان فى حالة طبيعية، وبه شفى الرب أسقام الكثيرين الجسدية ممن كانوا حاضرين، وطهر آخرين من الأرواح الشريرة. وأعطيت نعمة لأنطونيوس فى الكلام، حتى أنه عزى الكثيرين من الحزانى، ووحد بين المتخالفين، حاثا الجميع على تفضيل محبة المسيح عن كل ما فى العالم، وإذ كان يحثهم وينصحهم على أن يذكروا الخيرات العتيدة ورحمة الله من نحونا. “الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين” . أقنع الكثيرين لاعتناق حياة الوحدة، وهكذا حدث أخيراً أن أقيمت الصوامع حتى فى الجبال، وعمرت البرية بالرهبان الذين خرجوا عن شعبهم وسجلوا أنفسهم ضمن سكان السماء. ولكنه لما اضطر إلى عبور ترعة أرسينا ـ وكان الداعي إلى هذا افتقاد الاخوة ـ كانت الترعة مليئة بالتماسيح، وبمجرد الصلاة دخلها هو وكل من معه، وجازوا فى أمان. وإذ عاد إلى صومعته عاد إلى نفس رياضاته النبيلة الباسلة وبأحاديثه المستمرة ألهب الغيرة فى الذين كانوا رهبانا فعلا، وبعث فى نفوس أغلب الباقين حب النسك، وسرعان ما تكاثرت الصوامع بجاذبية كلماته، وأرشدهم جميعاً كأب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحن نصغر عشرين عاما بگل گلمة طيبة تقال لنا |
بعد عشرين عاما مع المرض |
بعد عشرين عاما مع المرض |
† بعد عشرين عاما من المرض |
بعد عشرين عاما مع المرض |