|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم عيسى يكتب: الرئيس الذى لم يفعل لمصر.. لن يفعل لغزة! إبراهيم عيسى إذن الرئيس مرسى يسعى إلى تهدئة التوتر بين إسرائيل وغزة ويبذل جهودا فى سبيل ذلك شكره عليها الرئيس أوباما فى مكالمة هاتفية بين الرئيسين كما أعلن البيت الأبيض أول من أمس. ألم أقُل لكم إن زيارة هشام قنديل كانت للوساطة وللتهدئة وتحت حماية ورعاية إسرائيل رغم محاولة حماس والإخوان البالية لاعتبارها فتحًا ونصرًا؟ عمومًا يبقى أن الرئيس مرسى لم يفعل شيئا جديدا ولا رهيبا لغزة حتى الآن (ولا لمصر بالمناسبة، اللهم إلا توحش جماعته فى جسد الدولة ودفْع الأقباط للانسحاب من وضع دستور بلادهم)، لكننا يجب أن نؤكد الحقيقة التى لا شك فيها أبدًا. هناك واجب إنسانى ودينى وقومى يحتِّم علينا أن ندعم ونساند الشعب الفلسطينى فى غزة.. هذا أمر لا فصال فيه، والتقاعس عنه يدخل تحت بند الخذلان والخزى. لاحظ أننى قلت الشعب الفلسطينى لا حماس، فقد تكون خيارات حماس مدمرة أحيانا للشعب، وقد تكون مفيدة وصائبة أحيانا خصوصا أننا أمام حركة لم تقُم بأى انتخابات جديدة تفصح لنا عن موافقة الشعب على سياستها أو رفضه لها، وقد مرت سبع سنوات على انتخابات كانت الأولى والأخيرة. ثم يبقى أن الواجب على مصر تجاه فلسطين يقتضى أن لا يدفعنا إلى أى من المُرَّين: المُرّ الأول خوض معركة عسكرية لسنا مهيَّئين لها ولا على استعداد لخوضها فى ظل فشل الرئيس فى أى إنجاز من أى نوع، إلا طبعا لو كان الرئيس مرسى قد سمع من الفريق عبد الفتاح السيسى أننا مؤهَّلون لغمار حرب رابعة مع إسرائيل (بالمناسبة، هل لدينا صواريخ يمكنها الوصول إلى تل أبيب أم حرمَنا التسليح الأمريكى منها؟)، ثم هل اقتصادنا المهترئ يقدر على قرار مرسى؟ المُرّ الثانى أن تتحول أرض سيناء إلى منطقة مُباحة ومخترَقة السيادة، إما بتدخلات إسرائيلية عدوانية ومجرمة وإما باستخدامٍ فلسطينىٍّ يتجاوز سيادة مصر ويتجاهلها مما يجعل سيناء أرضا محروقة فى حرب لم نكُن أصحاب قرار إطلاقها. لكن السؤال الآن كيف يتخذ الرئيس مرسى قراره؟ هل يترك الرئيس نفسه وقرار بلده مرهونا بهؤلاء المستشارين الذين جلبهم من جماعته وتياره ومن حلفائه فى الانتخابات دونما مراعاة للتنوع والاختلاف والشفافية، وقبل هذا كله الكفاءة والاحتراف؟ هل يسمع الرئيس لمكتب الإرشاد الذى تحركه دوافع جماعة ذات مصالح وأهداف ويرتبط بفرعه الفلسطينى، وحساباته تضيق بضيق حلقته وجماعته؟ هل يسمع الرئيس المختلفين معه وعنه وعليه؟ وهل تدخل فى دائرة صناعة قراره أطراف من معارضيه وممثلى القوى الوطنية، أم أن الرئيس -كما جرى فى كل سوابق الأشهر الماضية- أسير جماعته ورهن مجموعته؟ من الواضح أننا نملك حكومة هشّة عبارة عن مجموعة من السكرتارية الهاوية والمسنّة للرئيس، ولا يجرؤ أحد داخل هذه الحكومة أن يقول شيئا يخالف ما يظن أنه هوى جماعة الإخوان. كذلك فمصر لا تملك الآن مجلسا للأمن القومى أو للدفاع الوطنى نضمن أنه لا يستجيب لهوى الرئيس وجماعته، بل يخبره بالحقائق على الأرض ويُلزِمه بالمعلومات الموثقة والمؤكدة، ويطرح السيناريوهات المتوقعة. سأفتح هنا قوسين لما كتبتُه فى هذا المكان يوم 15 أكتوبر الماضى نَصًّا: «يجب أن نسجد جميعا فى مصر لله داعين أن لا تحدث الحرب التى أوشكت أن تحدث. يا رب ليس بهذه الإدارة المُرسيَّة الرئاسية المرتبكة الارتجالية التى تعتمد على عجائز عَجَزة أو مراهقين هواة نعيش حربا! إن إسرائيل ترفع درجة الاستعداد، والانتخابات البرلمانية المبكِّرة التى أعلن عنها نتنياهو ربما تكون وسيلة لإعلان حرب قريب، أو أن الإعلان عنها تغطية لقرار الحرب الأقرب! الحرب ليست ضدنا طبعا، لكنها ستصل إلينا حتما». أشك أن أحدا التفت أو انتبه لما قلته وكتبته هنا، وإلا لما كنا نشعر بما نشعر به الآن، أن الرئيس حائر بين كونه رئيسا لوطن وكونه ممثلا لجماعة، وبين كونه رئيس جمهورية مصر العربية وكونه خطيب مصر وغزة. |
|