|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنزٌ في أوانٍ خزفية «لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا» ( 2كورنثوس 4: 7 ) ما هو هذا الكنز؟ إنه “نور معرفة مجد الله”. ولكن لماذا يُوضع مثل هذا الكنز النفيس في أوانٍ خزفية عادية؟ ذلك لكي لا نُفكر في الإناء أكثر من تفكيرنا في الكنز. من الممكن أن الإنسان ينشغل بغلاف كتاب أكثر من انشغاله بالحق الذي يحويه هذا الكتاب. لهذا كثيرًا ما يُوجِد الله حقه في كتب ذات أغلفة بسيطة لا تستلفت النظر. إنه يُسرّ بأن يضع أفضل زهوره في “زهريات” بسيطة. يُسرّ بأن يضع كمية من جواهره في علبة لا تستلفت النظر. ولكن لماذا كل ذلك؟ حتى لا ينشغل الناس عن جمال الكنز بمنظر الإناء الخلاب، حتى لا يضيع ما هو إلهي في وسط الزهو والكبرياء الإنسانية «لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا». ما أكثر المرات التي فيها اختار الله إنسانًا لا قيمة له في ذاته، ليجعله نبيَ زمنه! عندما كان الشعب في عصيان وشر وأضاليل متنوعة، أراد الله أن يُدخِل إليهم نار كلمته الإلهية الآكلة. ولكن مَن الذي وقع عليه اختيار الله ليصير إناء لهذه الكلمة؟ على تلال “تَقُوعَ” كان يجول راع منفرد يقود أغنامه، اسمه “عَامُوسَ” ( عا 1: 1 ). هذا الراعي لم يكن معروفًا لعظماء العاصمة، ولا شك أنه عند وقوفه في وسط ميادينها الفسيحة، كان شكله يدل على أنه قروي ساذج، ومع ذلك فإن هذا الراعي الخشن العادي للغاية، قد اُختير ليكون حاملاً لكنز الرب. خذ سفر الرؤيا مثلاً؛ ذلك السفر الذي يُريك لمحات من المشاهد السماوية. في أي إناء عظيم يا ترى قد وَجَدَت هذه الإعلانات السامية موضعها؟ وجدته في صياد سمك يُدعى يوحنا، وجده الرب يومًا ما مع يعقوب أخيه «يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا»، فَدَعَاه ليتبعه. هذا جعله الرب حاملاً لتلك الإعلانات المجيدة التي لا يمكن الوصول إلى عمقها وجمالها. وفي كل وقت، ما أكثر الأواني الخزفية البسيطة التي يستخدمها الله لإعلان مجده في الأوساط المختلفة، فيتسبب عنها بركة عُظمى للمؤمنين وغير المؤمنين. |
|