|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مِنَ الـجَهْلِ أَنْ أُرْسِلَ أَسِيرًا إِلى قَيْصَر،
ولا أُبَـيِّنَ مَا عَلَيْهِ مِنْ شَكَاوَى الجمعة الحادي عشر من زمن العنصرة وبَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّام، جَاءَ الـمَلِكُ أَغْرِيبَا وَبِرْنِيقَةُ إِلى قَيْصَرِيَّة، لِيُسَلِّمَا عَلى فَسْتُس. وَمَكَثَا هُنَاكَ أَيَّامًا عَديدَة، فَعَرَضَ فَسْتُسُ عَلى الـمَلِكِ قَضِيَّةَ بُولُسَ. فقَالَ أَغْرِيبَا لِفَسْتُس:”أَوَدُّ أَنْ أَسْمَعَ أَنَا أَيْضًا هـذَا الرَّجُل”. قَالَ فَسْتُس: “غَدًا تَسْمَعُهُ”. وَفي الغَدِ جَاءَ أَغْريبَا وَبِرْنِيقَةُ بأُبَّهَةٍ عَظِيمَة، ودَخَلا قَاعَةَ الـمَحْكَمَة، يُرَافِقُهُما قُوَّادُ الأُلُوفِ وأَعْيَانُ الـمَدينَة. وَأَمَرَ فَسْتُس، فَأُحْضِرَ بُولُس. فقَالَ فَسْتُس: “أَيُّهَا الـمَلِكُ أَغْرِيبَا، ويَا جَمِيعَ الرِّجَالِ الـحَاضِرينَ هُنَا مَعَنَا، أَنْتُم تَرَوْنَ هـذَا الرَّجُلَ الَّذِي سَعَى بِهِ إِليَّ جُمْهُورُ اليَهُودِ كُلُّهُ في أُورَشَليمَ وهـهُنا، وهُم يَصْرُخُون: لا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَبْقَى حَيًّا! أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَجِدْ أَنَّهُ فَعَــلَ شَيْئًا يَسْتَوجِبُ الـمَوْت. وَلـكِنَّهُ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلى قَيْصَر، فقَرَّرْتُ أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَيْه. بِمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لي شَيءٌ أَكِيدٌ أَكْتُبُهُ إِلى جَلالَتِهِ، فقَدْ أَحْضَرْتُهُ أَمَامَكُم، وخُصُوصًا أَمَامَكَ أَيُّهَا الـمَلِكُ أَغْــرِيبَا، حَتَّى يَكُونَ لي، بَعْدَ اسْتِجْوَابِكَ لَهُ، شَيءٌ أَكْتُبُهُ، لأَنِّي أَرَى مِنَ الـجَهْلِ أَنْ أُرْسِلَ أَسِيرًا إِلى قَيْصَر، ولا أُبَـيِّنَ مَا عَلَيْهِ مِنْ شَكَاوَى!”. قراءات النّهار: أعمال ٢٥: ١٣-١٤أ، ٢٢-٢٧ / لوقا ١٢: ٤٢-٤٨ التأمّل: في العصر الرّومانيّ وفي ظلّ نفوذٍ كبير لحكّام المناطق، نجد حاكماً عادلاً كفستس يقول: “مِنَ الـجَهْلِ أَنْ أُرْسِلَ أَسِيرًا إِلى قَيْصَر، ولا أُبَـيِّنَ مَا عَلَيْهِ مِنْ شَكَاوَى!”. من العدل ألّا نصدر الأحكام المسبقة على النّاس بل أن نصغي إليهم ولا سيّما حين يكون هناك التباسٌ أو نميمةٌ أو ظلمٌ. لقد سلك فستس بعدل وهذا يدعونا كي نعدل نحن أيضاً مع الآخرين ونمنحهم فرصة الدفاع عن ذواتهم تجاه المذمّة أو الظلم أو الإفتراء! |
|