|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ألكسندر سفير حياته: ولد القديس ألكسندر سفير في 15 تموز عام 18م في يوم عيد القديس عاموس و اتخذ اسمه في المعمودية، عاش قديسنا حياة الزهد و النسك حيث نال مواهب الروح القدس وقاد الحياة الرهبانية في غابات روسيا الشمالية . عاش أبواه ستيفن و فاسيليسا في قرية مانديرا بقرب بحيرة لادوغا على ضفة نهر أوياتا الذي هو احد روافد نهر سفيرا،و كان لهما العديد من الأبناء و البنات اللذين فارقوهما بعيداً حينما كبروا!!! لذا صلّى ستيفن و فاسيليا ليرزقهما الرب بابن يرعى بكنفهما ، فأتاهما صوت من السماء يقول :”افرحا أيها البارين لأنكما ستنالا ابنا سيكون يوم مولده يوم فرح و راحة للكنيسة”. كان عاموس صبياً مميزا و مؤدباً و شديد الاحترام ، كان يتجنب اللعب و المزاح و الأحاديث الفارغة ، كانت ثيابه قديمة و جسده نحيلاً من شدة الأصوام . مرة قابل عاموس بعض رهبان دير فالام اللذين أتوا القرية لشراء بعض حاجيات الدير ،و كان هذا الدير مشهوراً آنذاك بعمق حياة الطاعة فيه و باستقامة الحياة الرهبانية فيه ، حينها دهش عاموس بما يملكونه من فضائل حياة الشركة الرهبانية ، وإذ كان عالما أن أبواه كان يخططان ليزوجاه فقد قصد عاموس دير فالام و في الطريق إلى الجزيرة ترائى له ملاك الرب بهيئة مسافر ليرشده إلى الطريق. عاش عاموس لمدة سبع سنوات كراهب مبتدئ ، و كان يمضي يومه في العمل الشاق و أما ليله فقد كان يقضيه في التأمل و الصلاة و في بعض الاحيان كان يقضي الليل عاري الصدر مصلياً حتى الفجر . في العام1474م لبس الإسكيم الرهباني و سمي باسم ألكسندر ، بعد عدّة سنوات علم أبواه مكان ترهبنه ، فحذيا حذوه و اشتركا بالحياة الرهبانية على اسمي سرجيوس و بربارة و بعد وفاتهما و ببركة من رئيس الدير سكن ألكسندر في جزيرة معزولة حيث بنى قلايته على حافة جرف و تابع مسيرة حياته الروحية. انتشرت شهرة حياته الرهبانية بعيداً و في عام 1485م اختار مكانأ لاقامته على ضفاف إحدى البحيرات و التي عرفت فيما بعد بالبحيرة المقدسة حيث بنى قلاية و أقام فيها سبع سنوات يأكل مما يجنيه من الغابة ،و هناك أسس دير “الثالوث المعطي الحياة” و من ثم و على ضفاف بحيرة روشينا بنى قلاية آخرى كانت مكاناً للدير الذي اصبح اسمه دير القديس ألكسندر سفير. خلال مسيرة حياته الرهبانية قاسى القديس ألكسندر الجوع و البرد و الضعف و التجارب الشيطانية و لكن معونة الرب كانت دوماً تسند و تقوي القديس ، إحدى المرات شعر القديس ألكسندر بعجز مفاجئ شل حركته إذ فقد القدرة على القيام عن الأرض و حتى عن تحريك رأسه ، حينها، قام بتلاوة المزامير ليظهر أمامه ملاك الرب و يضع يده مكان الألم راسماً إشارة الصليب و ينال بها القديس الشفاء حالاً. في العام 1493 كان أندريه زافاليشين ، مالك الأرض المجاورة للقديس ألكسندر برحلة صيد للغزلان و صادف أن مرّ بقلاية القديس ألكسندر فصادف نوراً يشع من المكان و طلب من القديس أن يحدثه عن حياته و من تلك اللحظة بدأ أندريه بالتردد و زيارة القديس ألكسندر و سماع ارشاداته و نصائحه ليرشده أخيرا إلى دير فالام حيث نال الإسكيم الرهباني على اسم أدريان و بعدها أسس دير أوندروسوف ،و بالرغم من الوعد الذي قطعه للقديس ألكسندر إلا أن أندريه(أدريان) أذاع حياة القديس ألكسندر الملائكية لينتشر صيته و يلتف حوله العديد من الرهبان فاضطر القديس ألكسندر مرة أخرى للانتقال و السكن بعيدا . واجه القديس ألكسندر الكثير من التجارب الشيطانية ، فقد كانت تظهر له الشياطين بأشكال قبيحة و كانت تتلوى كالأفاعي و ترجوه أن يغادر المكان و لكن صلوات القديس كانت تطردها و تلاشيها كلهب النار. في العام 1508 و بعد 23 عام من اعتزاله ظهر الثالوث الاقدس للقديس ألكسندر. ففي إحدى الليالي و بينما كان يصلي أضائت قلايته بنور عجيب و ظهر له ثلاثة أشخاص تحيط بهم هالة بيضاء تشع بضياء نقي أسطع من نور الشمس و كان كل منهم يحمل عصا بيده.و للوهلة الأولى فقد شعر القديس بالخوف و الرهبة ليسقط أرضا ليمد له الأشخاص الثلاثة يدهم قائلين ” كن على رجاء أيها البار و لا تخف”. في تلك اللحظة أُمر القديس ببناء كنيسة و دير و لكن القديس ألكسندر سأل على اسم من سيبني الكنيسة ؟ فأجابه الرب “كما ترى الأشخاص الثلاثة اللذين يحدثونك، أقم الكنيسة على اسم الآب و الابن و الروح القدس الثالوث الأقدس المتساو الجوهر، سلامي استودعك و سلامي أعطيك” و تعترف الكنيسة الأورثوذكسية بهذا الظهور كحدث فريد و بعد ذلك بدأ القديس ألكسندر بالتفكير في مكان إقامة الكنيسة و فيما كان يصلي تراءى له ملاك الرب قائلا له ” قدوس واحد، ورب واحد يسوع المسيح في مجد الله الآب ، آمين” ، ” ابني الكنيسة في هذا الموضع على اسم الرب الذي ظهر لك بثلاثة أشخاص الآب و الابن و الروح القدس الثالوث الواحد غير المنقسم” و بعد أن رسم الملاك اشارة الصليب ثلاثاً اختفى عن الظهور. في نفس العام بنيت كنيسة خشبية على اسم الثالوث الأقدس و بعدها تحولت إلى كنيسة حجرية ، في نفس الوقت كان الأخوة يرجون القديس ألكسندر أن ينال سر الكهنوت لأنه كان يرفض أن يناله لأنه كان يعتبر نفسه غير مستحق لهذه النعمة و إذ ناشد الأخوة القديس سيرابيون رئيس أساقفة نوفغورود كي يقنعه و فعلا في نفس السنة تمت رسامته كاهنا على يد القديس سيرابيون بعدها رشحه الأخوة ليكون رئيساً للدير . و كرئيس الدير كان القديس ألكسندر يزداد تواضعا و محبة ، كانت ثيابه رثة و كان ينام على الأرض و يقوم بالأعباء من تحضير الطعام و جلب الحطب و الماء و غيرها …. و حينما يكون الكل نياماً كان يقوم بطحن الدقيق بالرحى و كان يقوم ليلاً بجولة حول الدير و إذا صادف أحد الأخوة يتحدث حديثاً فارغاً كان ينتظر حتى الصباح ليقرعه . والدة الإله: مع اقتراب نهاية حياته، قرر القديس ألكسندر بناء كنيسة حماية القديسة مريم الفائقة القداسة و في أحد الأيام و بعد انهاء صلاة المديح لوالدة الإله ، خلد للراحة و لكنه فجأة قال لاحد مساعديه “بني، كن منتبهاً متيقظاً لأننا في هذه الساعة سنشهد زيارة مدهشة”. و بعدها أتى صوت كالرعد و اندفع القديس ألكسندر إلى مدخل الدير حيث شاهد نوراً ساطعأ يملأ المكان كله و رأى والدة الإله الكلية النقاوة جالسة مكان مذبح الكنيسة- التي كان يفكر بإنشائها -كملكة جالسة على العرش و هي تحمل بيدها الرب يسوع المسيح محاطان بالملائكة التي كانت تملأ المكان بأنوار فائقة الوصف. فسقط القديس أرضأ من شدة الضياء و لكن والدة الإله حدثته قائلة”انهض أيها المختار من ابني و ربي يسوع المسيح .قد أتيت لأزورك و أرى موضع الكنيسة التي ستقام على اسمي ، لقد تضرعت من أجلك و من أجل تلاميذك و من أجل ديرك ، منذ الآن و طوال حياتك و حتى بعد رقادك فأي شئ سيطلبه هذا الدير سيناله و بوفرة ، انتبه وكن متيقظأ كم من الرهبان سيكون في رعايتك، انتبه لهم و أرشدهم لينالوا الخلاص باسم الثالوث الأقدس”. و حينما رفع رأسه شاهد جموعأ من الرهبان محتشدين و أردفت السيدة قائلة له ” إن حمل أحدأ ولو حجرأ واحدة لبناء كنيستي باسم الرب يسوع فإن أجره لن يضيع”. رقاده: أظهر القديس ألكسندر قبل رقاده تواضعأ عجيبأ ، فقد جمع الأخوة و طلب منهم أن يقيدوا جسده و أن يلف بالجلد و يرمونه في مستنقع آسن لأنه كان يعتبر نفسه غير مستحق أن تحفظ رفاته في الدير ولكن الأخوة أجابوا: “لايمكننا أن نفعل هذا يا أبانا” و لكن القديس أصر أن يكون جسده في مكان منعزل و رقد القديس ألكسندر في الرب في 30 آب عام 1533م و قد أعطي موهبة صنع العجائب في حياته و في مماته . أما تلميذه و خلفه هيروديون كان هو من كتب سيرته ، وفي العام 157م بدأ الاحتفال محليأ بذكراه و رتبت الخدمة الخاصة به ، و في 17 نيسان من العام 1641 و فيما كانت تجري أعمال تجديد كنيسة تجلي الرب تم العثور على ذخائر القديس الغير منحلّة و جرى التعييد له في المسكونة مرتين ، الأول يوم رقاده 30 آب و الثاني يوم 17 نيسان أي يوم الكشف عن ذخائره. أرشد القديس ألكسندر وقاد العديد من الرهبان كما وعدته العذراء في ظهورها له و هم الرهبان إغناطيوس أوستروف و ليونيد أوستروف و كورنيلوس أوستروف و ديونيسيوس أوستروف وأثناسيوس أوستروف و ثيودور أوستروف و ثيروبان أوستروف. بالإضافة إلى هؤلاء القديسين هناك تلامذة و ….القديس ألكسندر واللذين لهم ايام تعييد مختلفة و منهم : القديس أثناسيوس سيانديم(18 كانون الثاني). القديس جناديوس فاشيوزيرسك 09 شباط). القديس مكاريوس أوروديج (9 آب). القديس أدريان أوندروسوف(17 أيار). القديس نيكوفوروس فاشيوزيرسك(9 شباط). القديس جناديوس كوستروما و ليوبيموغراد(23 كانون الثاني). كل هؤلاء القديسين ( ما عدا القديس جنايوس كوستروما) قد صوروا في أيقونة الآباء الرهبان اللذين أناروا بالقداسة أرض كاريليا و اللذين يعيد لهم في السبت الواقع بين 31 تشرين أول و 6 تشرين الثاني. الكشف عن الذخائر المقدسة: بعد عدة محاولات فاشلة استطاع البلشفيون مصادرة رفات القديس ألكسندر من دير سفير في 20 كانون الأول 1918 ، حدث بعد ذلك أن قامت حملة شرسة من أجل التخلص من رفات القديسين دامت بين عامي 1919-1922 فقد تمت سرقة العديد من رفات القديسين الروس و بعضها تمت إجراء التحاليل و الفحوص العلمية عليه والبعض الآخر تم عرضه في متاحف و ذخائر أخرى تم التخلص منها نهائيأ. و في محاولة لأثبات أن رفات القديسين مزورة فقد أخضعت للعديد من التحاليل ولكن هذه التحاليل أثبتت ان هذه الرفات حقيقية و أخيرا تم ارسال هذه الرفات إلى الأكاديمية الطبية العسكرية في بتروغراد حيث بقيت قرابة 80 عامأ. الكشف الثاني عن رفات القديس ألكسندر كان في كانون الأول من العام 1997.و كانت محافظة على حالتها تمامأ كما كانت وقت مصادرتها و ما إن تم التأكد من كونها رفات القديس ألكسندر حتى سمح فلاديمير متروبوليت سان بطرسبورغ بنقل الرفات إلى كنيسة القديسة صوفيا حيث بقيت هناك أربعة أشهر قبل أن تعود إلى دير سفير ليكرمها المؤمنون هناك حيث كانت بعض هذه الرفات تنضح بالميرون. طروبارية: ظهرت في البرّيّة مستوطنًا وبالجسم ملاكًا، وللعجائب صانعًا، وبالأصوام والأسهار والصلوات، تقبّلت المواهب السماويّة، فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله ألكسندر، فالمجد لمن وهبك القوّة، المجد للذي توّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رفات القديس ألكسندر من دير سفير |
صورة القديس ألكسندر سفير |
القديس ألكسندر نيفيسكي |
سيرة القديس الشهيد ألكسندر |
سيرة القديس الأب ألكسندر |