كلمة "الأهواء" هي من التراث المسيحي. والعواطف أو الأهواء تدل على الانفعالات أو حركات الإحساس التي تجعل الإنسان يميل إلى العنف أو يحجم عنه في سبيل ما يحسه أو يتخّيله صالحاً أو سيئاً. ويشير الرب يسوع أن قلب الإنسان هو مصدر حركة الأهواء ؟ وهي مكان العبور والربط بين الحياة الحسية وحياة الروح.
الأهواء كثيرة. والأعمق أصلاً بينها هو الحب الناتج من جاذبية الخير. وتكون نهاية تلك الحركة في اللذة والفرح بالحصول على الخير. محبة شخص ما، تعني إننا نريد له الخير، وكل النوازع الأخرى إنما مصدرها حركة القلب البشري الأصلية هذه نحو الخير، فالخير وحده يحب، الأهواء سيئة إذا كان الحب سيئاً وهي صالحة إذا كان صالحاً.
في الحياة المسيحية، يتمم الروح القدس نفسه عمله، بتجييش الكائن كله بما ينطوي عليه من آلام ومخاوف وأحزان، كما بدا ذلك في نزاع الرب وآلامه. ويمكن، في المسيح، أن تبلغ العواطف البشرية كمالها في المحبة والسعادة الإلهية. والكمال الأخلاقي يكون بأن يتحرك الإنسان نحو الخير لا بإرادته فقط وإنما برغبته الحسية أيضاً، بحسب كلمة المزمور: "يرنم قلبي وجسمي للإله الحي" (مز84/3).