|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أولًا: إن التجسد سر عظيم ذكرته اليهودية و المسيحية و الإسلام، عندما تكلمت عن ولادة كلمة الله من العذراء مريم. وهو سر لأن ولادة المسيح كلمة الله من مريم بدون رجل هو أمر يفوق العقل. لأنه على خلاف الطبيعة، ويؤكد أنه عمل إلهي لا يقدر عليه سوى الله الخالق. وإن كان التجسد يخص قدرة الله وتدبيره، فليس للبشر أن يتعالوا بفكرهم لكي يفحصوا أعمال الله أو يعترضوا على تدبيره الذي تمَّ بقضاء منه. ثانيًا: إن كان الله موجودًا بذاته إلا أنه موجود في كل موجود. لذلك لا يضيره أن يكون في صورة إنسان. ثالثًا: إن طبيعة الله اللاهوتية أقوى من طبيعة النار، وبهذه الطبيعة يُطهِّر ويُقدِّس الإناء الجسدي الذي يتحد به ولا تلصق به أدناس هذا الإناء. وذلك كما تتحد الشمس بالنفايات فتطهرها ولكن قذارتها لا تلصق بها. رابعًا: إن كان التجسد لا يليق بكرامة الله. ولكن الله رأى أنه ضرورة من أجل خلاص البشر، وقد قبله على نفسه من أجل خلاصهم (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن دل هذا على شيء إنما يدل على عظيم محبته لهم وفائق اتضاعه من أجلهم. ولعله أمر يدعو إلى العجب أن الله عندما أراد أن يتقرب إليَّ بمحبته ويفكني من قيودي ويحررني من عبوديتي أن أحاسبه وهو الله على الوسيلة التي اتخذها لخلاصي أو أن أستنكرها! |
|