|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي هذه الضيقات؟ هي أولًا مقاومة هذا الجسد المادي لرغبات الروح " لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد" (غل5: 17). وهكذا يدخل الإنسان الروحي في صراع لإخضاع الجسد. وكما قال القديس بولس الرسول: "أقمع جسدي واستعبده" (1كو9: 27)... وهذا القمع قد يطول عند البعض وقد يقصر. حسبما تكون حربة قوية أو ضعيفة... إخضاع الجسد باب ضيق تدخل منه، ولا تداريب روحية كثيرة... ولعلنا نذكر أن أبوينا الأولينآدم وحواء لم يدخلا من هذا الباب حينما أكلا من الشجرة. وعيسو أخو يعقوب لم يدخل من هذا الباب حينما باع بكوريته (تك25: 34).. وكذلك رفض بنو إسرائيل الدخول من هذا الباب حينما تذمروا على الطعام السمائى واشتهوا أن يأكلوا لحمًا. (عد11: 4). وعكس كل هؤلاء أفلح دانيال النبي حينما وضع في نفسه أن لا تنجس بأطياب الملك وفضل أن يأكل القطاني هو والثلاثة فتية (دا1: 8، 12). لهذا دخل الروحيون في تداريب الصوم أيضًا في تدريب السهر، بالصوم قاوموا شهوة الجسد في الأكل، وبالسهر قاوموا شهوته في الراحة والنوم. وحفظوا أنفسهم ساهرين في عمل الصلاة والتأمل. ولم يقتصروا في الصوم على مظهرياته. وإنما اهتموا قبل كل شئ بإخضاع الجسد., لكي يشترك مع الروح في عملها. واشركوا الجسد في عمل الروح القدس أيضًا بالمطانيات " السجود المتتابع " لكي يخشع الجسد كما تخشع الروح ويشترك معها في الخضوع لله وتمجيده وهكذا يقدم العبادة لله. الإنسان كله روحًا وجسدًا ومن أهم النقاط في إخضاع الجسد الحفاظ على طهارته وعفته. إن الذين يسلكون في شهوات الجسد إنما يدخلون من الباب الواسع باب المتعة الجسدية التي قال فيها سليمان "ومهما اشتهيته عيناي لم أمنعه عنهما" (جا2: 10).. هذه المتعة التي يرفضها الروحيون، وهم يقاومون حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عب12: 4). وفي إخضاع الجسد، مما يقاومه الروحيون أيضًا: متعة الحواس... الحواس التي تريد أن تشبع رغباتها في النظر والسمع والمذاق... فيكبح الروحي جماحها. ويسيطر عليها. ويتحكم فيها. وهكذا يجاهد. ولا يعطي الجسد راحته. بل كما قال الرسول: "كل من يجاهد، يضبط نفسه في كل شئ" (1كو9: 25). وضبط النفس هو دخول من الباب الضيق. فالشخص العادي يحاول أن يمتع نفسه. أما الإنسان الروحي فإنه يراقب هذه النفس. ويضبطها حسنًا. ويقمع جسده ويستعبده. وكذلك نفسه. ولا يستسلم لرغباتهم ولا لشهوات الجسد. فالرسول قد اعتبر شهوة الجسد جزءًا من محبة العالم (1يو2: 16) ومحبة العالم عداوة لله (يع4: 4). إذن فمن علامات الدخول من الباب الضيق. كبح شهوات الإنسان حتى لا تنحرف والدخول إيجابيًا في محبة الله وشهوة ملكوته. وإعداد الجسد بما يليق كهيكل للروح القدس (1كو6: 19). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الضيقات |
الضيقات |
الضيقات |
الضيقات |
الضيقات |