وديعة الإيمان
هذه الأمانة سلمها الرب لعبيده، وديعة الإيمان الثمين وسر الخلاص على أساس الأمانة والمتاجرة والريح، لأنه بعد عودته سيطلب منهم حساب الوكالة.
فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه؟ أما الذي استهتر بسيده ولا يحفظ ثيابه فيمشي عريانًا وتُرى عريته ويطرح إلى الظلمة الخارجية (مت25: 30)، والذين يكملون توبتهم ويرجعوا تُمحى خطاياهم وتأتي عليهم أوقات الفرج من عند الرب، أما الذين لا يكملون فيرتدون ويقطعون ويكون نصيبهم مع الخائنين.
فالمعمودية كاملة في مفعولها إلا أنها لا تكمل إنسانًا أخفق في تتميم الوصايا، ووديعة الإيمان لا تكون فقط أن نعتمد للمسيح بل أن نعكف على تكميل وصاياه حتى لا نكون ضمن الذين وبخهم الرب قائلًا: "لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟" (لو6: 46) أولئك الجهال الذين أسسوا بيوتهم على رمال شهواتهم الخاصة.
ولنعلم يقينًا أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاءه (عب11: 6) فترس الإيمان هو الذي يطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة، وإذا كان بطرس الرسول قد احتاج إلى معونة الرب لكي لا يفنى إيمانه، فمن هو الذي يكون هكذا أعمى حتى يتصور أنه في غير حاجة إلى تعضيد يومي من الرب لكي يحتفظ بإيمانه!! "زد إيماننا" (لو17: 5) "يا سيد أعن عدم إيماني" (لو9: 24).
إن النفس التي يخطبها المسيح العريس السماوي لنفسه لأجل شركته السرية الإلهية، بعد أن تذوق غنى الإيمان السمائي، يجب عليها بكل الجهد والميل العقلي أن تحفظ وديعة إيمانها لترضي حبيبها وترفع نفسها إلى هذا العريس السمائي بسيرتها الإيمانية الحسنة.
ومتى كنا متيقظين ساهرين على سلامة إيماننا لن يسطو علينا اللص، ولن ننكر إيماننا حتى في وقت الشدة (رؤ2: 13) لكن نكمل السعي ونحفظ الإيمان، لأن تزكية إيماننا هي أثمن من الذهب الفاني الممتحن بالنار، طالبين دائمًا من رئيس الإيمان ومكمله (عب12: 2) أن يعين ضعف إيماننا، وهذه تكون الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا (يو5: 4).