لاون أسقف روما ومجمع خلقيدونية
إذ فشل مندوبو روما في حماية فلابيانوس وجماعته، كتب لاون إلى ثيودوسيوس الثاني وإلى كنيسة القسطنطينية ضد ديسقورس، وأخيرًا سأل إمبراطور الغرب خلال أخته وأمه أن يتدخل لدى أخيه، غير أن يثؤدوسيوس رفض الطلب ممتدحًا القديس ديسقورس والمجمع. ومع ذلك جاءت الأحداث تخدم أسقف روما:
1- وجد فرصته في التحالف مع معارضي مجمع أفسس الثاني ليهاجم اللاهوت الإسكندري، ملقبًا مجمع أفسس الثاني: "المجمع اللصوصي".
2- استغل موت فلابيانوس للتعاطف مع مقاومي مجمع أفسس الذين فسروا موته بأنها بسبب أتعاب جسدية لحقت به في المجمع. غير أن هذا الاتهام لم يوجه ضد القديس ديسقورس في مجمع خلقيدونية، إنما وجه إليه اتهام أنه دانه ظلمًا.
3- في 28 يوليو 450 م. مات ثيؤدوسيوس لتحتل بولشاريا أخته ورجلها مرقيان الملك في 28 أغسطس، بعد أن كسرت نذر بتوليتها. عرفت بولستاريا بإرادتها الصلبة، فقامت بإعدام رئيس الحجاب خريسافوس ونفت أوطيخا، وصارت تساند روما ضد الإسكندرية لترفع من شأن كرسي القسطنطينية. لهذا جمعت توقيعات على طومس لاون، وكان لاون يأمل أن يعقد مجمعا في ايطاليا لكنها لم تسمح أن يكون لروما السلطة العليا، وأصرت على عقد المجمع في الشرق. حاول لاون إلغاءه ففشل. فأرسل مندوبيه ولأول مرة يصف لاون في رسالته أوطيخا كمخادع وشرير مثل نسطور. وكان الهدف من ذلك ليس أوطيخا بل القديس ديسقورس.
في الظاهر كان المجمع منعقدا ضد أوطيخا، لكن الواقع هو تحطيم كرسي الإسكندرية، فأوطيخا كان راهبًا شيخًا منفيًا، لم يستدعى لمناقشته. والقديس ديسقورس لم يدن على هرطقة عقيدته فقد حسب أورثوذكسيًا من بعض الآباء القادة في المجمع مثل أناتوليوس بطريرك القسطنطينية. هذا يؤكد الدارسون المحدثون أرثوذكسيته (1).