|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موضوعه: 1. إقامة مملكة في الشعب؛ يحوي تاريخ حوالي 115 سنة من ميلاد صموئيل سنة 1171 ق.م. إلى موت شاول. لقد قدمت لنا الأصحاحات الستة الأولى صموئيل كنبي ومن الأصحاح السادس أبرز السفر دوره أيضًا كقاضٍ. أما صموئيل الثاني فيُبرز داود كملك لا منازع له، يستولى على أورشليم ويقيمها مركزًا جديدًا للعبادة بإحضار التابوت وإقامته في المدينة (2 صم 5-6). 2. بالنسبة لإقامة ملك لإسرائيل، فقد كان الله نفسه ملكًا على الشعب، هو يختار لهم القادة كأنبياء مثل موسى، وصموئيل أو قضاة كجدعون وشمشون وصموئيل. ولكن لما زاغ الشعب والكهنة عن الحق حلّت بهم تأديبات الرب المتكررة في سفر القضاة، حتى متى شعروا بخطاياهم ورجعوا إلى الله بالتوبة يستجيب لهم ويرسل لهم قاضيًا يُخلصهم. بهذا لم تكن وظيفة القاضي رسمية تُسلم بالخلافة ولا مقصورة على سبط معين. وقد بلغ الانحطاط ذروته حتى ارتكب أبناء الكهنة والقضاة الشرور، وصاروا عثرة للشعب مثل ابني عالي الكاهن وأولاد صموئيل. شعر الشعب بما وصلوا إليه من انحطاط: هُم وقادتهم، ففكروا في العلاج بأسلوب بشري، بإقامة ملك يدافع هو وأولاده عنهم. إذ تحدث هذا السفر عن بدء إقامة ملوك لإسرائيل، لذا نجده لأول مرة في الكتاب المقدس يُلقب الله "رب الجنود" (1 صم 1: 3)، ليُذكر هذا اللقب بعد ذلك أكثر من 280 مرة. وكأن الوحي قد أراد تأكيد أن الله هو الملك المهتم بشئون شعبه ومدبر أمورهم. إذ تحدث السفر عن مسح الملوك، لأول مرة أيضًا نسمع في الكتاب المقدس عن "مسح الرب": "الرب يدين أقاصي الأرض ويعطي عزًا لملكه ويرفع قرن مسيحه" (1 صم 2: 10). وقد دُعي الملوك مسحاء الرب بكونهم رمزًا للسيد المسيح الذي يملك على الصليب، ويقيم ملكوته في القلب. لهذا لا نعجب إن رأينا داود لا يمد يده ضد شاول بالرغم من رفض الله له، ذلك لأنه مسيح الرب (1 صم 26: 11). هذا وقد صار داود نفسه رمزًا للملك المسيح الذي جاء من نسله حسب الجسد. لذا أكد العهد الجديد نسب ربنا يسوع المسيح لداود في سلسلة الأنساب، وأنه وُلد في مدينة داود، وأنه بالحقيقة ابن داود (راجع أع 2: 25-31؛ رو 1: 3). هذا ويلاحظ أن هذا السفر [وتكملته (2 صم)] لا يهدف إلى تقديم تاريخ للدين، إنما ركز اهتمامه الأساسي في عرضه لتاريخ إسرائيل على الكشف عن دور الله في حياة شعبه، إذ هو يحكم التاريخ ويوجهه، خاصة في سلسلة الأحداث التي بها أدخل الله النظام الملكي أو سمح به، حيث وجهه إلى بيت داود ليملك إلى الأبد، كبيت مسياني يحمل وعدًا بديمومته. |
|