|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"فقالت راعوث .. حيثما ذهبت أذهب ... شعبك شعبي وإلهك إلهي"
(را 1: 16) إن راعوث تحمل شهادة رائعة. فكلماتها لم تكن كلمات الشفتين كما هو واضح، بل لغة نفس قد اتخذت قرارها بعزم القلب بعد أن حسبت التكلفة. ربما لم تكن تستطيع أن توضح للآخرين معنى وأبعاد كلماتها كاملة. فهي لم تكن قد تعرفت ببوعز شخصياً، ذلك الرجل "جبار البأس" الذي يسكن في بيت لحم، بل لم تكن تعرف بيت لحم ولا كل ما فيها، ولكنها فقط انجذبت بما رأته في نعمى. لقد تحققت أن نعمى تمتلك شيئاً لا تمتلكه هي. لذلك لم تكن كلماتها مبنية على دراسة متأملة في أفكار الله، ولا عن اختبارات عميقة لِما يقدمه الرب من بركات لشعبه، وإنما كانت كلمات نابعة من إيمان بسيط يميز أعمق الحقائق، وإن كان لا يستطيع أن يستخرجها من كلمة الله ولا هو قد تعلمها اختبارياً. تلك هي المسحة التي من القدوس، التي بها يستطيع الطفل في المسيح أن يدرك كل شيء ولا يحتاج أن يعلمه أحد (1يو 2: 20 ، 27). كانت كلمات راعوث لنعمى تكشف عن أنها تريد أن تكون واحداً معها. ولكنها فيما بعد اختبرت ماذا يعنى أن تتحد ببوعز، وأن تكون واحداً معه. عندئذ فقط كان في إمكانها أن تدرك إدراكاً كاملاً قيمة كلماتها إلى نعمى أولاً. إن قوة الاعتراف بالإيمان في راعوث تجعلنا نضعها في قائمة أبطال الإيمان، بالرغم من أنها لم تكن من جنس إسرائيل. كذلك في 2صموئيل15 نقرأ عن شخص آخر هو "إتاي الجتي" الذي في مقابل ما بدا من معظم إسرائيل من رفض لداود واتباع لأبشالوم ابنه الذي قام عليه، يقول "حي هو الرب وحي سيدي الملك، إنه حيثما كان سيدي الملك، إن كان للموت أو الحياة، فهناك يكون عبدك أيضاً" (2صم 15: 21 ) . ونرى نفس هذا التكريس في أليشع (2صم 15: 21 ،6). هذا أيضاً ما جعل بطرس يُجيب في يوحنا6: 68"يارب إلى مَنْ نذهب، كلام الحياة الأبدية عندك". إنــي أسلمـــه نفســـي بجملتهــــا فيه الســرور وفيــه بهجــة النظـــر إن حلّ في مهجتي حبـاً وباركنــي صارت حياتي حياة الخصب والثمر |
|