|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
....عندما يصير الراعي ذئباً..لن تبقى رعية.. ● " هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ " (متى ١٦:١٠) شاء المسيح أن يُرسل تلاميذه للكرازة _ [[الكاروز هو حَمَل أجَمّ (دون قرون_ لا ينطح) يسير أمام القطيع يضع عليه الراعي الخرج وأدواته أي يسير وكأنه حاملاً النير..]] ● هكذا المسيح وضع نيره الخلاصي على مَنْ تَبعوه وصاروا مشاركين له في قيادة رعيته. النير الليّن والحِمل الخفيف،لأنه متى حمَلنا هذا النير سيكون هو حاملٌ معنا إذ بدونه لا نستطيع شيء.. ● في السيامة الكهنوتية الكاهن المُرتسِم يحمل الحَمَل على يديه متَعهداً أن يحفظ هذه الوديعة والكنز السماوي ،لكن بعدها المسيح هو مَن سيحمل هذا الكاهن على خشبتَي الصليب _ عرش النعمة. .(حين تقبل أن تحمل نير المسيح،سيكون هو من يحملك ويحتملك..) إلى أن تصير أنت مثله مسيحاً مُحبّاً مقَدِّماً ذاتك مثله على مذبح الحب لله ولصورته _ أخيك الأنسان.. ● لكن للأسف..!! ما حصل عبر التاريخ هو أن : ▪︎▪︎︎ "...كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسْطِهِمْ. رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسْطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاكْتِسَابِ كَسْبٍ وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ الَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي، يَقُولُ الرَّبُّ" .(ارميا١:٢٣).. ▪︎▪︎" حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ غَنَمِي صَارَتْ غَنِيمَةً وَ صَارَتْ غَنَمِي مَأْكَلاً لِكُلِّ وَحْشِ الْحَقْلِ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي".. ( حزقيا ٨:٣٤) ▪︎▪︎" هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَى الرُّعَاةِ وَأَطْلُبُ غَنَمِي مِنْ يَدِهِمْ، وَأَكُفُّهُمْ عَنْ رَعْيِ الْغَنَمِ، وَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ، فَأُخَلِّصُ غَنَمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً.لأَنَّ الرُّعَاةَ بَلُدُوا وَالرَّبَّ لَمْ يَطْلُبُوا. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَمْ يَنْجَحُوا، وَكُلُّ رَعِيَّتِهِمْ تَبَدَّدَتْ" ..( ارميا٢١:١٠) ▪︎▪︎"رُعَاةٌ كَثِيرُونَ أَفْسَدُوا كَرْمِي، دَاسُوا نَصِيبِي. جَعَلُوا نَصِيبِي الْمُشْتَهَى بَرِّيَّةً خَرِبَةً.جَعَلُوهُ خَرَابًا يَنُوحُ عَلَيَّ وَهُوَ خَرِبٌ." ( ارميا١٠:١٢) ▪︎▪︎" وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ الَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي، يَقُولُ الرَّبُّ .لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الرُّعَاةِ الَّذِينَ يَرْعَوْنَ شَعْبِي: أَنْتُمْ بَدَّدْتُمْ غَنَمِي وَطَرَدْتُمُوهَا وَلَمْ تَتَعَهَّدُوهَا. هأَنَذَا أُعَاقِبُكُمْ عَلَى شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ." (ارميا ١:٢٣) ▪︎▪︎" أَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ." ( أعمال ٢٩:٢٠).. ▪︎▪︎ ( مراثى إرميا ١ : ١٩) "" نَادَيْتُ مُحِبِّيَّ. هُمْ خَدَعُونِي. كَهَنَتِي وَشُيُوخِي فِي الْمَدِينَةِ مَاتُوا، إِذْ طَلَبُوا لِذَوَاتِهِمْ طَعَامًا لِيَرُدُّوا أَنْفُسَهُمْ. "" ● وصية السيد واضحة..كونوا حكماء كالحيات،وليس سامّين كالحيّات.. حكمة الراعي ليست بالفلسفة والمنطق البشري وإلا لصار أفلاطون وأريسطو أعظم رعاة.. إذ الحكمة لا تأتي من الكتب بل من مخافة ( تقوى) الله.. الحكمة هي اقتناء الروح القدس بالصلاة المستمرة في توبة مستمرة مقرونةبالعمل ، ليبقى الإيمان مشتعلاً حارّاً وينقله الراعي إلى كل رعيته كما ينقل نور المسيح المنبعث من القبر المقدس.. ● حكمة الحيّة، أنها تحافظ على رأسها حيّاً خاصة وقت الشدة. ورأس كل مسيحي هو المسيح،فإذا فقدنا إيماننا به،هَلكْنا ومُتْنا.. ● حكمة المسيح ظهرت حين أرسل تلاميذه الحملان وسط ذئاب...!! ما مِن راعٍ بشريّ يتصرّف هكذا.. وهنا أثبت المسيح أنه الراعي الصالح الحكيم،إذ أراد أن يحوّل الذئاب إلى حملان بالوداعة والحب،لا بالسيف والغصب..وتمّ الأمر..وبدأ العالم كله يتغيّر إلى النور بكرازة الرسل الأميين.. ● إلى أن دخلت ذئاب خاطفة دمّرت الرعية..وللعلم لا يستطيع الذئب الدخول إلا بسماح من الراعي بسبب جهله أو كسله وقلة محبته لرعيته..لكن بقية باقية ما تزال حاملةً في إيمان قلبها نور المسيح، ستكون شعلة نور تُلهِب قلوباً كثيرة..وتتحول بهذا النور إلى خراف ستجتمع مع راعيها وتربض عند قدميه متنعمةً بحلاوة اللقاء والعيش معه.. فشدّد يارب راعتنا وكن معهم ومعنا كل حين..لأنه ليس لنا من معين سواك، أنت الراعي الصالح وحدل يا مَن بذلت نفسك لأجلنا..لتجعلنا من رعيتك المحبوبة، نحن غير المستحقين.. الأرشمندريت باييسيوس.. |
|