|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأرض التي تبرّأت منها كل الدول “بئر طويل” أرضٌ تخلّت عنها كل الدول!أرضٌ بلا صاحب، هكذا يُطلق على منطقة بئر طويل “بير طويل” التي تقع بين حدود مصر والسودان. وهي قطعة أرض فريدة تمتد على مساحة 2000 كلم وتتّخذ شكل شبه منحرف، وتعتبر واحدة من أكثر المناطق فقرًا في شمال أفريقيا. تتألف منطقة بئر طويل في الغالب من الصخور والرمال مع عدم وجود طرق صالحة أو سكَّان دائمين أو موارد طبيعية تصلح للحياة. هذه الظروف جعلت الدُوَّل تتبرأ من هذه البقعة الجغرافية التي لن تُساهم في دعم اقتصاد مصر أو السودان أو أي دولة أخرى. طرائف في ملكية منطقة “بير طويل”لكن وعلى الجانب الآخر من القصة، تقع منطقة تُعرف باسم “مثلث حلايب”، والتي كانت تحت الإدارة السودانية وفق التقسيم السياسي للأرض وفق الخط الإداري لعام 1902م. في حين أن نفس الخط الإداري يضع منطقة بئر طويل في الأراضي المصرية، لأنها كانت بمثابة مرعى لجماعة من العبابدة يتمركزون قرب أسوان. وتبلغ مساحة بير طويل عُشر مساحة مثلث حلايب، إلا أن مُثلث حلايب منطقة تُشرف على البحر الأحمر، ما يجعل إمكانية إقامة المشاريع السياحية والاقتصادية فيه ممكنًا. من هنا، كان النزاع المصري – السوداني على أرض مثلث حلايب منذ فترة طويلة من الزمن. حيث تتمسَّك مصر بمثلث حلايب على اعتبار أنه جزءٌ من أراضيها وفق تقسيم حدود عام 1899، والذي وضع بير طويل ضمن السيادة السودانية. في حين تُطالب السودان بأحقِّيتها بمثلث حلايب وفق التقسيم السياسي للدول عام 1902، والذي وضع بير طويل تحت السيادة المصرية. وبين هذه الصراعات الدولية على الأرض، تبقى منطقة بئر طويل بلا صاحب ولا تُطالب بها أي بلد من البلديْن! ما يجعلها البقعة الوحيدة في العالم التي لا تُطالب بها أي دولة ما عدا “أرض ماري بِرد” في القارة القطبية الجنوبية، وهو بالطبع أمرٌ جنوني كوْن المنطقة محصورة بين مصر والسودان. كونها منطقة بلا صاحب، برز بعض الأشخاص من مختلف أنحاء العالم مُطالبين بأحقية ملكية منطقة بئر طويل، من ضمنهم الهندي “سوياشي ديكسيت” الذي ادّعى تأسيس مملكة “ديكسيت” في بير طويل، ونصَّب نفسه ملكًا عليها! كما قام بوضع علمه الخاص في المنطقة وأعلن أن “مملكة ديكسيت” تفتتِح باب الاستثمارات الأجنبية في “مملكته”! ومن قبل الهندي ديكسيت، نصَّب رجلٌ بريطاني طفلته ذات السبعة أعوام أميرة على منطقة بئر طويل. حيث شقَّ البريطاني “إرميا هيتون” طريقه إلى بير طويل عبر الأراضي المصرية ليُنصِّب نفسه ملكًا عليها، وبذلك تكون ابنته الأميرة! وليس من الغريب أن يخرج بين الحين والآخر شخصٌ يدّعي ملكيته لمنطقة بير طويل طالما أنها يتيمة بين الدول! |
|