|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زنابير تتقدم جيشك! في الأصحاح السابق قدٌم لنا الحكيم صورة رائعة لعمل الله مع شعبه في الخروج، كعينة لرعاية الله لكنيسته في كل جيلٍ، فإنه يسمح بالضيق لتأديب شعبه إلى حين، ثم يعود فيسمح للشعب الظالم أو المضايق للكنيسة أن يشرب من ذات الكأس التي ملأها لكنيسته. أبرز الحكيم أن القائد الحقيقي للخلاص هو حكمة الله العامل في القائد كما في الشعب. الآن يكمل الحكيم حديثه، موضحًا أنه إله كل البشرية، فهو القائد الحقيقي الذي يدعو كل إنسانٍ، من كل أمةٍ وشعبٍ للتوبة. ليس عنده محاباة، ففي تأديبه لمضايقي شعبه يطيل أناته عليهم منتظرًا توبتهم، ولكن بغير إلزامٍ أو قهرٍ. هذا ويوضح الكاتب أن الله نموذج لشعبه، وأن الخطية تحمل في ذاتها فسادها ومرارتها وعقوبتها. الروح القائد 1 إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ رُوحَكَ الَّذِي لاَ فَسَادَ فِيهِ. 2 فَبِهِ تُوَبِّخُ الْخُطَاةَ شَيْئًا فَشَيْئًا، وَفِيمَا يَخْطَأُونَ بِهِ تُذَكِّرُهُمْ وَتُنْذِرُهُمْ لِكَيْ يُقْلِعُوا عَنِ الشَّرِّ، وَيُؤْمِنُوا بِكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ. فإن روحك غير القابل للفساد، هو في كل شيء. [1] لقد وعد الله شعبه بأرض الموعد، لكنه لا يُكره الشعوب القائمة في الأرض. وبخهم شيئًا فشيئًا، لأنه محب لجميع الناس، ويطلب توبتهم وخلودهم. إنهم خليقته المحبوبة لديه التي يطلب عدم فسادها. " روحك غير القابل للفساد"، روح الله يهب الحياة الأبدية للخليقة، ولا يُسر بفسادها وهلاكها، لأنه هو نفسه غير قابل للفساد. روح الله يملأ كل المسكونة، وهو قدوس، يقدس ولا يمسه فساد. إنه يود أن يعمل في الكل، ولكن ليس قسرًا. يعمل في غير المؤمنين لكي يؤمنوا، وفي المؤمنين لكي يحملوا ثمر الروح (غل 5: 22). يقصد بكل شيءٍ هنا كل البشرية، فإنه يوجد في كل إنسان ومضة من قبل الله، نسمة الحياة التي قدمها الله لآدم (تك 2:7)، ليتمتع بها كل نسله. |
|