|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الرب تناسبني شخصيًا إن كانت كلمة الرب تناسب كل الأجيال، وتناسب كل بشر، فهي تناسبني أنا شخصيًا. هذه هي مشاعر المرتل الذي مرّ بمرحلة قاسية حيث كاد اليأس أن يحطمه تمامًا، فجاءت كلمة الله ترد له الرجاء، إذًا يقول: "لو لم تكن شريعتك تلاوتي، لكنت حينئذ هلكت في مذلتي. إلى الدهر لا أنسى حقوقك، لأنك بها أحييتني" [92،93]. في وسط الضيق أتلو كلماتك وأذكر وعودك، فتنكشف لي أحكام عدلك وأحب حقوقك. هي سندي الشخصي وسط آلامي وذلي، عوض اليأس تمتعت ببهجة الرجاء. إنها رفيق ممتع ومعزي للنفس. حين ينساني الكل، لا أنسى أنا حقوقك، وحقوقك لا تنساني! بالوصية الإلهية يُنتزع عني الشعور بالعزلة وسط متاعبي، وأتمتع بالحياة (لا 5:18). * لقد قلت أن وقت التجارب والشدائد يُسمى "مذلة"، فطوبى لمن يُوجد في المذلة ولا يهلك. مثلًا، إذا دخلت في تجربة الاستشهاد... وكانت شريعة الله هي تأملي على الدوام، وأتمرن عليها، فإنني إذ أبلغ هذه المذلة لا أهلك، مهما كانت (نهاية) تجربة الاستشهاد. ويمكننا أن نقول ذات الشيء عن أية تجربة أخرى. أيضًا عندما تحاربني الأفكار الشريرة والقوات المعادية أهلك ما لم تكن شريعتك هي عوني... * "لو لم تكن شريعتك تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي" [92]... هذه هي شريعة الإيمان، وهو ليس إيمانًا باطلًا، بل العامل بالمحبة (غلا6:5). خلال هذه النعمة يُقتنى (الإيمان) فيجعل الناس شجعانًا في الآلام الزمنية لكي لا يهلكوا في مذلة الأمور الزمنية. القديس أغسطينوس * حسب قول الرسول: فالناموس إذًا كان مؤدبنا يرشدنا إلى المسيح... من كان له الناموس مرشدًا حتى يبلغ ملء الزمان (غلا4:4)، حينما يتخلص مما هو للطفل ويبطله (1كو 11:13)، مثل هذا ليس بفاسدٍ ولا جاحدٍ. يقول المرتل: "إلى الدهر لا أنسى حقوقك، لأنك بها أحييتني". سأحفظ ذكرى تعاليمك التي تسلمتها منك، هذه التي تعلمتها هنا على الأرض، وبها انتقلت من الأرض إلى السماء، وصرت ساكنًا مع الملائكة. العلامة أوريجينوس * برعاية الطبيب يستعيد (المرتل) صحته بعد معاناته من مرض خطير. إنه لا ينسى (وهو في كامل صحته) الدواء الذي أدى به إلى الشفاء. هكذا يحيا المرتل بواسطة حقوقه التي أخذها منه، معلنًا أنه لا ينساها إلى الدهر، مقدمًا السبب وهو أنه بها أحياه الله. القديس ديديموس الضرير * انظروا كيف أنه لم يهلك في اتضاعه، لأنه ما لم يحييه الله يمكن لإنسان ما أن يقتله ولا يقدر أن يحييه. القديس أغسطينوس يكمل المرتل حديثه مع الله عن خبرته الشخصية مع أعماله الإلهية، قائلًا: "لك أنا فخلصني، لأني لحقوقك طلبت. إياي انتظر الخطاة ليهلكوني، ولشهادتك فهمت" [94،95]. إذ يدخل المرتل في علاقة شخصية مع الله يقول له "لك أنا"، فلا يقوم خلاصي على أعمال بري ولا جهادي الذاتي، وإنما على عملك الإلهي، إذ تقتنيني لك، أكون نصيبك وأنت نصيبي... خلال هذه الشركة القائمة على الحب الحق اشتهي حقوقك. عندئذ لا أبالي بترقب الأشرار وتخطيطهم لهلاكي، إنما انشغل بالأكثر بالتمتع بالمعرفة والفهم لشهاداتك. * إنه كمن يقول: لقد أردت أن أكون أنا لذاتي ففقدت نفسي. إنه يقول: "لك أنا فخلصني، إذ طلبت برك"، لم أطلب رأيي الذاتي، الذي به كنت أنا لذاتي لا لبرك، والآن فأنا ملكك. القديس أغسطينوس * من يرتب أعماله وأقواله حسب شريعة الله، ويطلب حقوق الله، يحق له أن يقول "لك أنا فخلصني". بطبيعتي أنا عبدك، وبنعمتك أنا ابنك. حسب عمل وصاياك أنا خادمك، وحسب احتمالي مصادمات الأعداء المنظورين وغير المنظورين أنا جندي لك... فخلصني من الهلاك الذي انتظروا أن يلحقوني به، وذلك لأني لحقوقك طلبت، ولشهادتك عرفت. أنثيموس أسقف أورشليم * انتظرني الأشرار لكي يسلمونني للموت، أما أنا فكنت منشغلًا بشهاداتك، فاقتنيت الحياة العتيدة من هنا. الأب ثيؤدورت * إن تأملنا العبارة بدقة نرى أن الهلاك هو البُعد عن الله، فإنه ليس للقوات المعادية مأرب آخر غير هلاكنا. حين ترقبوني لإهلاكي فهمت شهاداتك ولم ابتعد عنها. العلامة أوريجينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | كلمة الرب واسعة جدًا |
مزمور 119 | كلمة الرب تناسب كل بشر |
مزمور 119 | كلمة الرب تناسب كل الأجيال |
مزمور 102 | يحمل الكاتب غالبًا شعورًا شخصيًا بالألم |
مزمور 33 - لأن كلمة الرب مستقيمة |