|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي [4]. لم يعد أيوب يتكلم لكي يحتج على ما حلّ به، وإنما في تواضع يتوسل لكي يكشف له الله عن حكمته، فإنه مشتاق أن يتعلم. تغيرت لهجة أيوب، لم يعد يحاور الله كمن هو عالم بكل شيء، لكنه يعترف أنه محتاج إلى الله نفسه ليشرح له ما لا يدركه. إنه لا يكف عن أن يسأل لكي يهبه الرب فهمًا. يطلب في تواضعٍ أن يتعرف على الحق الإلهي. الكلمة العبرية "al’shaa سأل" تحمل تواضعًا عميقًا ورغبة جادة في التعلّم. إنه يتوسل إليه لكي يعلمه. لم يعد أيوب يطلب أن يدخل في حوارٍ وجدالٍ مع الله، لكنه يسأل أن يسمح له أن يجلس عند قدميه ويتعلم منه ما هي طرقه الإلهية غير المدركة. * "السمع" بالنسبة لنا يعني أن نهيئ أذننا في موضع معين لتسمع صوتًا قادمًا من موضع آخر. أما بالنسبة لله الذي ليس فيه شيء خارجي، فالسمع هو أن يتطلع أن اشتياقاتنا التي تصعد إليه من أسفل. بالنسبة لنا الحديث مع الله العارف بقلوب حتى الساكتين، فهو ليس أن نتفوه بكلمات صادرة عن حنجرتنا، بل أن نشتاق إليه برغبات حارة. ولأن الشخص يسأل سؤالًا حتى يستطيع أن يتعلم شيئًا مما يجهله، فبالنسبة للإنسان أن يسأل الله تعني أن يدرك أنه جاهل في عيني الله. أما إجابة الله لكي يعلم إعلاناته السرية لمن في تواضع يعرف جهله... أيوب نفسه كان يسأل الله خلال اشتياقاته وفي تواضع، وكان يطلب الإجابة من الله بتعليمه بإعلان يُقدم في الكلمات التالية. أعلن أيوب أنه يريد أن يقدم سؤالًا ومع هذا لم يقدم شيئًا على شكل سؤال. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|