|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مع المرأة الخاطئة سأل السيد المسيح مضيفه سمعان الفريسى “كان لمداين مديونان، على الواحد خمسمئة دينار، وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان، سامحهما جميعاً. فقل أيهما يكون أكثر حباً له. فأجاب سمعان وقال: أظن الذى سامحه بالأكثر. فقال له بصواب حكمت” (لو7: 41-43). إن الغفران الذى قدّمه السيد المسيح للمؤمنين به هو غفران مدفوع الثمن. والثمن هو دم المسيح. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله” (1كو6: 19، 20). وقال معلمنا بطرس الرسول: “عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى.. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بط1: 18، 19). إن البشر لم يكن بمقدورهم أن يوفوا الدين الذى عليهم لله بدون تجسد ابن الله الوحيد الذى هو وحده قادر أن يوفى الدين، وهو نفسه الله الظاهر فى الجسد الذى صالحنا مع أبيه السماوى. وعن عدم مقدرة البشر منفردين عن الله بأنفسهم أن يوفوا الدين، قال السيد المسيح فى هذا المثل: “وإذ لم يكن لهما ما يوفيان” (لو7: 42). لقد أوفى السيد المسيح الدين الذى علينا واشترانا وصرنا ندين له بهذا الحب العجيب، أى أنه قد اجتذبنا بمحبته وغفرانه المدفوع الثمن، فصرنا نحبه وتزداد محبتنا له كلما تأمّلنا فى آلامه لأجلنا. وقال السيد المسيح لسمعان عن المرأة الخاطئة التى غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بالطيب وانهمكت فى تقبيل قدميه “من أجل ذلك أقول لك: قد غُفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. والذى يُغفر له قليل يحب قليلاً” (لو7: 47). إن الغفران المدفوع الثمن فى المفهوم المسيحى هو الذى يجعلنا نحب الرب كثيراً. كما أنه هو الذى يجعلنا نكره الخطية، لأنها تسببت فى آلام فادينا وموته على الصليب. كيف ننسى هذا الحب العجيب الذى يبكتنا على كل خطية اقترفناها أو نقترفها، ويجعلنا نشعر بالاشمئزاز من الخطية، ويجعلها تبدو خاطئة جداً. إن الخاطئ الذى يتأمل فى جراحات المخلّص الوديع يشعر بأنه لا يطيق نفسه، ولا يتصور أنه من الممكن أن يخون هذا الحب الكبير. لهذا قال السيد المسيح: “إن كان أحد يأتى إلىّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً” (لو14: 26). وما معنى أن يبغض الإنسان نفسه، إلا أن يبغض كل تصرف تميل إليه نفسه فى أنانيته لإرضاء شهواتها. هذه هى فلسفة تعاليم السيد المسيح فى قوله: “من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلى يجدها” (مت16: 25). من أهلك نفسه من أجل المسيح سوف يجدها، لأنه سوف يتحرر من سلطان الخطية والموت الأبدى، وبهذا سوف يرث الحياة الأبدية ويجد نفسه فى الأبدية والسعادة الحقيقة فى حرية مجد أولاد الله. الإيمان بالسيد المسيح بأنه هو ابن الله الحى والإيمان بموته المحيى وقيامته من الأموات يؤهل الإنسان أن ينال سر العماد المقدس لأن “الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أى المؤمنون باسمه” (يو1: 12). وبالميلاد الفوقانى ينال المؤمن الحق فى أن ينال سر المسحة المقدسة ويصير مسكناً للروح القدس الذى يثبّته فى حالة البنوة لله ويمنحه ثمارًا لازمة للخلاص، كما يمنحه مواهباً لبنيان الكنيسة. وبالميلاد الفوقانى أيضاً يؤهَّل الإنسان للاتحاد بالحياة الأبدية فى المسيح بالتناول من جسده المقدس ودمه الكريم فى سر الإفخارستيا، الذى يعطيه ثباتاً فى المسيح ويؤهّله لشركة الحياة الأبدية. ومن خلال سر التوبة والاعتراف يؤهل لتجديد مفاعيل العماد المقدس فى الاتحاد بالمسيح بشبه موته وقيامته من الأموات فى سر الإفخارستيا (التناول). إن العطايا الروحية التى ينالها المؤمن بالمسيح تمنحه قوة للانتصار على محاربات الشيطان، والتمتع بحياة القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب. وفى كل ذلك يضع المؤمن أمام عينيه صلب المخلص وجراحاته وآلامه. لأن الصليب هو سلاح الغلبة. وهو مصدر كل العطايا والنعم التى يمنحها الروح القدس للمؤمنين بالمسيح، الذين يتمتعون بغفران مدفوع الثمن، يمنحه لهم الروح القدس باستحقاقات دم المسيح الفادى والمخلص العجيب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المرأة الخاطئة في بيت الفريسي |
دموع المرأة الخاطئة |
المرأة الخاطئة |
المرأة الخاطئة |
المرأة الخاطئة |