منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 09 - 2021, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,073

«هكذا أحب الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد»

(يو 3: 16)


هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد

صليب الرب هو فِعل محبة لا يُنطَق به:
لقد أَظهَر لنا الآب السماوي عِظَم محبته لنا، عندما سُرَّ بأن يبذل ابنه الوحيد من أجل خلاصنا، وعندما وَهَب الحياة الأبدية لكلِّ مَن يقبل تدبيره من نحو خلاصنا وحياتنا، ويؤمن بربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح «الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رو 4: 25).
? ويُعبِّر القديس يوحنا ذهبي الفم عن حب الآب لنا، في المسيح يسوع ربنا، عندما ارتضى أن يُصلَب ابنه الوحيد بالجسد على خشبة الصليب، من أجل خلاصنا؛ وقد اعتَبَر القديس أنَّ صليب المسيح هو فِعل محبة لا يُنطق بها:
[إنَّ صليب الرب هو بالنسبة لنا، فِعل محبته التي لا يُنطَق بها نحو البشر، ودليل اهتمامه العظيم بنا... «لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ» (رو 14: 9). ليت هذا يُقنعك بأنه على الدوام (هو) مُهتمٌّ بخلاصنا وتقويمنا. فالذي أَظْهَر مثل هذا الاشتياق لأن نكون له، حتى أَخَذَ شكل العبد ومات لهذه الغاية، أيمكن أن يهملنا بعد أن صرنا له؟ هذا أمرٌ مُحال، ولن يكون بكلِّ تأكيد! ولن يهون عليه (على الرب) بأن تضيع عليه مثل هذه الأتعاب (رو 14: 9). وكأن أحداً يقول: إنَّ فلاناً لن يهون عليه أن يفقد عبداً له، لأنه يُشفق على الثمن الذي دفعه لأجله. على أننا لا نحب المال مثلما يحب هو خلاصنا، إذ أنه لم يدفع مالاً، بل دفع دمه الخاص لأجلنا! ولهذا السبب لن يهون عليه أن يفقد أولئك الذين دفع لأجلهم مثل هذا الثمن الكريم](1).
? ويُظهِر القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيَّات عِظَم محبة الله لنا، بأن المسيح مات على الصليب بالجسد، لكي يهبنا نعمة الحياة الأبدية، قائلاً:
[إنه يبكي، ولكنه يُكفكف دموع الآخرين. إنه بِيعَ وبأبخس ثمن، بثلاثين من الفضة فقط (مت 26: 15)، ولكنه اشترى العالم كله وبأغلى ثمن، بدم نفسه (1بط 1: 19). كحَمَلٍ سِِيق إلى الذبح (إش 53: 7)، ولكنه هو راعي إسرائيل (مز 80: 1)، بل والمسكونة كلها! إنه كخروفٍ صامت (إش 53: 7)، ولكنه هو الكلمة ذاته! إنه «مَجْرُوحٌ... (و) مَسْحُوقٌ» (إش 53: 5)، ولكنه «يَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ» (مت 4: 23). لقد رُفِعَ على الخشبة وسُمِّر عليها، ولكنه يُقوِّمنا بشجرة الحياة. سقوه خلاًّ وأطعموه المُرَّ (مت 27: 34)، وهو الذي حوَّل الماء خمراً طيِّباً (يو 2: 1-11). الذي أبطل طَعْم المرارة (خر 15: 25؛ 2مل 4: 41)، الذي هو «(حَلْقُهُ) حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نش 5: 16). لقد أَسلَم نفسه، ولكن له سلطان أن يأخذها أيضاً (يو 10: 18). لقد مات، ولكنه أحيا الآخرين، وأبطل الموت بالموت. لقد قُبِرَ، ولكنه قام. لقد نزل إلى الجحيم، ولكنه رَفَع النفوس التي فيه (التي آمنت به)، وصعد بها إلى السماء!](2).
? والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيَّات يحثُّنا أيضاً نحن المؤمنين، أن نتَّخذ من صليب الرب، مثالاً لنا لكي نحمل الصليب، بل ونصعد عليه بشجاعة بدون خوف:
[في هذه المناسبة، ليُقدِّم كل واحد ثمراً صالحاً، قُرباناً لائقاً بالعيد (عيد الفصح)، سواء كان صغيراً أو كبيراً، من الأشياء الروحيَّة المحبوبة عند الله، كل واحدٍ على قدر طاقته... لنذبح لله ذبيحة التسبيح على المذبح السماوي مع الخوارس العُلويَّة... بل أقول ما هو أعظم من ذلك: لنذبح لله ذواتنا! أو بالحري، لنُقدِّم نفوسنا ذبائح كل يوم، وفي كل مناسبة. لنقبل كل شيء من أجل خاطر اللوغوس. لنتمثَّل بآلامه بواسطة آلامنا. ولنُكرِم دمه بواسطة دمائنا. ولنصعد على الصليب بشجاعةٍ، فإنَّ المسامير حلوة ولو أنها مؤلمة للغاية؛ لأن الألم مع المسيح ومن أجل المسيح، أفضل من الحياة الهنيَّة مع الآخرين!](3).
بموت الرب داس الموت وأباده،
وقَهَر الشيطان:
? لقد عبَّر القديس أثناسيوس الرسولي عن غَلَبة الرب الموت ومَن له سلطان الموت، قائلاً:
[من الحقِّ أن يُقال إنه لم تكن هناك طريقة أخرى يتحقَّق بها خلاص الجميع سوى الصليب. لأنه حتى على الصليب، فإنه لم يجعل نفسه مُختفياً، بل بالحري فإنه جعل الطبيعة تشهد لحضور خالقها. وبعد ذلك لم يَدَع هيكل جسده يظلُّ وقتاً طويلاً ميتاً، إلاَّ بالقدر الذي أَظهر فيه أنَّ الجسد مات باحتكاك الموت به، ثم أقامه حالاً في اليوم الثالث، حاملاً عدم الفساد وعدم التألُّم اللذين حصلا لجسده كعلامة للظفر والانتصار على الموت...
فإنَّ ابن الله نفسه، بعد فترة ثلاثة أيام، أَظهَر جسده الذي كان قد مات، غير مائت وعديم الفساد. وقد اتَّضح للجميع أنَّ الجسد قد مات، ليس بسبب أي ضعف في طبيعة الكلمة الذي اتَّحد بالجسد، بل لكي يُباد الموت فيه (أي في الجسد) بقوَّة المُخلِّص...
أمَّا ذلك الشيطان، الذي بخبثه فرح قديماً بموت الإنسان، فإنه الآن قد نُقِضَت أوجاع الموت (انظر أع 2: 24). فالوحيد الذي يبقى ميتاً حقّاً هو الشيطان. والبرهان على هذا، هو أنَّ الناس - قبل أن يؤمنوا بالمسيح - كانوا يَرَوْنَ الموت مُفزعاً ويجبنون أمامه. ولكنهم حينما انتقلوا إلى إيمان المسيح وتعاليمه، فإنهم صاروا يحتقرون الموت احتقاراً عظيماً، لدرجة أنهم يندفعون نحوه بحماس (معترفين بإيمانهم بالمسيح)، ويصبحون شهوداً للقيامة التي انتصر بها المُخلِّص عليه (على الموت وعلى الشيطان)](4).
? ويُعبِّر القديس كيرلس الأورشليمي عن انكسار الشيطان بصليب ربنا يسوع المسيح، قائلاً:
[إنَّ الشيطان استخدم الجسد أداةً ضدَّنا، والقديس بولس إذ عرف ذلك قال: «وَلكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي...» (رو 7: 23). وهكذا، فإنه بالأسلحة التي حارب بها الشيطان ضدنا، بهذه عينها نحن خَلَصنا.
والرب أَخَذَ منَّا شَبَهَنا، حتى نخلص بمَن اتَّحد بالناسوت. لقد اتَّخذ منَّا شَبَهَنا حتى يُعطي نعمةً أكبر لمَن تُعوزه النعمة، لكي تصير الطبيعة البشرية الخاطئة شريكةً لله: لأنه «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» (رو 5: 20).
(لذلك) كان لابد أن يتألَّم الرب من أجلنا، ولكن لو كان الشيطان قد اكتشفه، لَما تجرَّأ على الاقتراب منه: «لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ» (1كو 2: 8). لذلك، فإنَّ جسده صار طُعْماً للموت، حتى يأمل التنين (الشيطان) أن يبتلعه، فيتقيَّأ كل الذين سبق أن ابتلعهم، فـ «يمسح الله كل دمعة من على كلِّ واحدٍ» (إش 25: 8 - سبعينية)](5).
«هكذا أحب الله العالم
حتى بَذَل ابنه الوحيد»:
? ويشرح القديس كيرلس الكبير هذه الآية (يو 3: 16) بأسلوبٍ رائع، قائلاً:
[يُريد الرب هنا، وبكل وضوح، أن يكشف عن أنه هو الله بالطبيعة، حيث ينبغي على الإنسان أن يؤمن أن الذي جاء من الله الآب هو الله أيضاً، ويقيناً لا يأخذ كرامةً من خارج كما نحن، بل هو - في الحقيقة - هكذا كما آمنَّا به. والابن يقول هذا ببراعةٍ فائقة، إذ يربط هذا الأمر بمحبة الله الآب لنا... فهو يقول: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ» (يو 3: 16)... (فـ) هذا الابن هو الابن الوحيد، ولكي يبقى، إذاً، حب الله الآب، هذا الحب العظيم، ويظلُّ محفوظاً؛ فلنؤمن أنه هو الابن وليس مخلوقاً، أعني أنه الابن من جوهر الآب، أي مساوٍ في الجوهر مع الذي وَلَدَه، وهو الله بالفعل وبالحق. لكن إنْ كان، بحسب زعمك (أي زعم الهرطوقي)، ليس من نفس كيان جوهر الله الآب، فإنه عندئذٍ لن يكون بالطبيعة ابناً وإلهاً، وسوف تصبح أُعجوبة محبة الله العظيمة - في النهاية – كأنها لم تكن، لأنه يكون قد بَذَل مخلوقاً لأجل مخلوقات، ولم يبذل ابنه الحقيقي... إذن، عظيمٌ وفائقٌ للطبيعة هو حُب الآب، الذي بَذَل ابنه الذاتي (الأزلي)، والذي هو من ذاته، لأجل حياة العالم](6).
? ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرحه لهذه الآية (يو 3: 16):
[وكأنَّ المسيح يقول: ”لا تتعجَّب أنني سأُرفع على الصليب لتخلصوا أنتم. فإنَّ هذا الرأي رأي أبي الذي قد أحبكم هذا الحب، حتى أنه يَبذل ابنه عن عبيده“. على أن أحدكم ما كان يعمل هذا العمل، ولا من أجل صديقه، ولا من أجل إنسانٍ بار. وهذا المعنى قد أوضحه بولس (الرسول)، فقال: «فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو 5: 8،7). وإن قلتَ: مِن أيَّة جهة أحب الله العالم؟ أجبتك: ما أحبَّه من جهةٍ من الجهات الأخرى، إلاَّ من جهة صلاحه وحده](7).
? ويشرح الأب متى المسكين الآية (يو 3: 16)، رابطاً بينها وبين ما قاله المسيح: «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو 3: 15،14)، قائلاً:
[موسى (النبي) رَفَع الحيَّة النحاسية في البريَّة، لا لكي يُشفَى، بالنظر إليها، الشعب الموجوع من عضَّة الحيَّة فقط؛ بل لتكون تصويراً نبويّاً بالغ الدِّقة والتمثيل للعالم، كيف يُشفَى بالنظر إلى المسيح المصلوب الذي امتصَّ سُمَّ الحيَّة (الشيطان)، فأفرغ الحيَّة من سُمِّها، وأبطل مفعول السُمِّ بجسده القائم من الموت حيّاً. المسيح هنا يربط ربطاً غاية في الاختزال والقوَّة بين حُبِّ الله للشعب الذي اقتناه لنفسه، وحُبِّه للعالم أجمع بكلِّ أُممه، بقوله: «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ»؛ هكذا ”ينبغي أو يتحتَّم أن يُرفَع ابن الإنسان“. والمُقارنة بين الحُبَّين: حب الله لإسرائيل، وحب الله للعالم؛ تبدو شاسعة البون جدّاً. فأيُّ نسبة هذه بين التفريط في قطعة نحاس مطروقة على شِبه حيَّة ميتة، وبين التفريط والبَذْل للموت لابن الإنسان - الذي هو في الحقيقة الابن الوحيد لله - على الصليب!! أو بين شفاء من عضَّة حيَّة لمُتابعة حياة على الأرض، وبين شفاء من موت الخطية لقبول حياةٍ أبديَّة!!
فلو عرفنا أنَّ ”حُب الله“ يخصُّ طبيعته الأزليَّة، لأَدركنا أنَّ الأمور التي جَرَى عملها في القديم، من جهة رَفْع الحيَّة النحاسية، ثم فكِّ رموزها برَفْع ابن الإنسان على الصليب التي بدأ المسيح هنا يطرحها في وعي الإنسان؛ قد سبق وتمَّ تجهيزها في المشورة العُليا الأزليَّة!...
يُلاحَظ أنَّ المسيح يتدرَّج من ”رَفْع الحيَّة“، إلى ”رَفْع ابن الإنسان“، إلى إرسالية ”الابن الوحيد“، تدرُّجاً من أسفل إلى أعلى. هنا أول استعلان عن ”أُبوَّة الله“. ويُلاحِظ القارئ أن التركيز هنا على ”الله كآب“، بالرغم أنَّ البَذْل واقعٌ على الابن... فعملية الخلاص تبدأ من الله (الآب) وليس المسيح، والجهد الشعوري وآثار ”البَذْل“، بل والتضحية الإلهيَّة، واقعة على الآب أكثر مِمَّا هي واقعة على الابن (رو 8: 32)](8).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد -المعنى الحقيقة لمحبة السيد المسيح
يو 3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد
هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به،
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به


الساعة الآن 04:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024