|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشير الآية "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" إلى تأكيد الآية السَّابقة "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ وتَشرَبوا دَمَه فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة" لأنَّهما بمعنى واحد سوى أنَّ الآية الأولى تنفي الحَياة لغير المؤمن والآية الثَّانية تعطي الحَياة، ولأنّ المسيح هو مصدر الحَياة، والمؤمن يتَّحد به بالإيمان فيشترك في الحَياة الأَبدِيَّة. وتبدأ تلك الحَياة في الإنسان عندما يقتات بجسد والمسيح ودمه بالإيمان به. أمَّا عبارة " أَكل" في الأصل اليوناني τρώγω (معناه مضغ، قضم) فتشير إلى استعمال يوحنا الإنجيلي مفرد حسِّي لوصف الاشتراك في الإفخارستيا، وهو شبيه بأكل العشاء الفصحى حيث كانت العادة الجارية عند اليهود أن يُحسِنوا مضغ أطعمة عشاء الفصح خاصة خروف الفصح. ونلاحظ هنا أن يوحنا الإنجيلي يُشدّد على واقعيَّة جَسَد يسوع ضِدَّ البدعة الظَّاهرية القائلة أنَّ يسوع لم يأخذ جَسَدًا حقيقيًا من مريم. أمَّا عبارة "مَن أَكل جَسَدي" فتشير إلى صيغة المُتكلم. فالانتقال من صيغة الغائب: "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" (يوحنا 6: 53) إلى صيغة المتكلم "مَن أَكل جَسَدي" (يوحنا 6: 54) دليل على معادلة بين ابن الإنسان وبين يسوع. لذلك يشير جسد يسوع إلى عطيَّة حياته وعطيَّة الشَّركة مع الله التي يُحقِّقها في نفسه (يوحنا 6: 57). لذلك يدعونا يسوع للدُّخول في الشَّركة القويَّة والحميمة مع يسوع من خلال تبنِّي أسلوب حياة مُشابه لأسلوب حياته. |
|