3 أخطاء كارثية تُفسد خطة السيسي التقشفية

[Mary Naeem]

3 أخطاء كارثية تُفسد خطة السيسي التقشفية




نقلا عن اليوم الجديد
حاول كلا من الرئيسين الأسبقين جمال عبد الناصر، وأنور السادات، اتخاذ إجراءات تقشفية ضد الشعب المصري، فكان للمصريين رأيًا في كل محاولة منهما. إذ وقفوا بجانب عبد الناصر وتحملوا معه أوضاعًا اقتصادية سيئة بهدف بناء الجيش ومواجهة العدوان، بينما انخرط السادات في عام 1977 بمحاولة الإصلاح الاقتصادي فلفظ الشعب التجربة بأكملها. ويتوقع اقتصاديون، أن تفلت زمام الأمور من الرئيس السيسي، رغم وجود نفس التربة والمناخ اللذين ساعدا عبد الناصر في نجاح تجربته التقشفية لعدة أمور، أهمها هو أن التقشف لا بد وأن يشمل الوزراء وكبار الدولة في المقام الأول، بينما نجد وزراءً يُقيمون في فنادق فاخرة، والأمر الثاني زيادة رواتب فئات داخل المجتمع بينما فرض ضرائب على فئات أخرى.


أولاً: تطبيق ضرائب تصاعدية وفي المقابل رفع رواتب القضاة
أول خطوة في الإصلاح الاقتصادي وتطبيق نظام تقشفي على الشعب، هو تطبيق الضرائب التصاعدية على السلع والخدمات ورواتب الموظفين في الدولة، إلا أن الحكومة المصرية فرضت بالتوازي مع ذلك ضريبة دمغة بمقدار 10 جنيهات لصالح القضاة!، وهو ما يتنافى مع اتجاهها التقشفي، وهو ما اعتبره المحلل الاقتصادي والسياسي، شريف الدمرداش، نوعًا من التخبط الحكومي.


ثانيًا: رواتب ضباط الشرطة والجيش
وقال الدمرداش، في تصريح لـ «اليوم الجديد»، إن هناك أيضًا زيادة في رواتب الضباط وفئات معينة داخل المجتمع، وفي المقابل تُفرض الضرائب على بقية الموظفين، لكن في أيام ناصر كان الجميع «متقشف» حتى أن الموظفين أنفسهم كانوا يتبرعون برواتبهم لشراء أسلحة للجيش، مضيفًا: السيسي لديه فرصة نادرة لتجميع الشعب حوله الآن لكنه يُضيعها بتمييز فئات عن الأخرى.


ثالثًا: الوزراء عليهم «التقشف» أولاً
خطوة مهمة جدًا، كان لابد من الالتفات إليها، وهيّ أن النظام التقشفي لا بد من تطبيقه أولًا على أعضاء الحكومة، فلا يصح أن يصرف وزير على إقامته في أحد الفنادق 7 مليون جنيه في الشهر، كما فعل وزير التموين، خالد حنفي، وأيضًا قضاء الوزراء إجازتهم الأسبوعية وإجازات الأعياد في النوادي الشاطئية والمنتجعات السياحية وصرف آلاف الجنيهات في ساعات. وتناول المحلل السياسي، سعد الزنط، اتجاه الوزراء لتبديد الأموال بالنقض، مطالبًا إياهم بإضافة هذه الأموال لخزينة الدولة، بدلًا من صرفها «على الفاضي»، قائلًا: تطبيق نظام تقشفي لا بد وأن يكون الوزراء والمحافظين ورأس السلطة التنفيذية في المقدمة. وأكد الزنط في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن نجاح تجربة عبد الناصر في التقشف كان نتيجة لأن الشعب كان يثق به وبنظامه، واستحمل معه حياة أكثر صعوبة من الحياة التي نعيشها الآن، لافتًا إلى أن المطلوب من الرئيس السيسي هو تطبيق التقشف على الجميع حتى يثق الشعب أيضًا ولا يرفض خطته لإصلاح الاقتصاد.