منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

رسالة إكليمنضس الأولى  امتازت بالحب الحقيقي


القدّيس العظيم البار إكليمنضس الروماني
رسالة إكليمنضس الأولى

امتازت الكنيسة الأولى بالحب الحقيقي الذي جعل الكنائس غير منعزلة عن بعضها البعض، بل يشعر كل منها بآلام الأخرى وأثقالها، لذا كثرت الرسائل المتبادله بينهم، وقد امتازت بروح التواضع والوداعة بغير مداهنة أو رياء، وروح الصراحة والوضوح بغير تشامخ!

سبب الرسالة

في القرن الأول حدث حركة تمرّد وعصيان في الكنيسة كورنثوس. قام جماعة من الشبان المتعجرفين ظنّوا في أنفسهم أنّه أكثر حكمة من الإكليروس وأقدر على التعليم، وبدءوا يشنّون بين الشعب حملة تمرّد وعصيان، فطردوا كثيرين من عملهم. لذا أسرع القدّيس إكليمنضس أسقف روما وكتب رسالة مملوءة حكمة، تمتاز بروح الانسحاق عم الحب، اعتمد فيها على الكثير من النصوص الكتابيّة مع أمثلة كثيرة من العهدين.

ملامح الرسالة

جاءت الرسالة في المخطوط السكندري للكتاب المقدّس بعد سفر الرؤيا منعزلة عن رسائل الرسل؛ فهي ليست رسالة رسوليّة ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس مُوحى به، لكنها كوثيقة آبائيّة لعصر تلي الرسل مباشرة، حملت مكانة خاصة، تقدّم لنا فكرًا آبائيًا إنجيليًا، ينتفع به المؤمنون. أمّا أهم ملامحها فهي:


1. رسالة كتابيّة: اقتبست الكثير من العهدين أمّا بعبارات منقولة عن الكتاب المقدس مباشرة أو مشابهة لها. وقد جمعها Funk ووضع قائمة بها فإذا هي 157 عبارة عن العهد القديم و158 عن العهد الجديد.
تكشف الرسالة عن دراية إكليمنضس العظيمة برسائل معلّمنا بولس الرسول أكثر من رسالتيّ القدّيس بطرس.
ويُلاحظ أنّه استخدم الترجمة السبعينيّة التي عرفها غالبًا عن طريق الرسول بولس والإنجيلي لوقا.
2. تكشف الرسالة عن أن ذكريات إكليمنضس بتعاليم السيّد المسيح ورسله كانت خصبة للغاية.
3. قدّمت لنا معلومات في تاريخ الكنيسة عن اضطهاد نيرون، كما تحدّثت عن جموع الشهداء، وأشارت إلى كثرة النساء الشهيدات .
4. تحمل هذه الوثيقة مفاهيم قيّمة وشهادة واضحة عن "العقيدة المسيحيّة" كما فهمها المسيحيّون الأوّلون:
أ. ذكر الثالوث القدوس: الآب والرب يسوع المسيح والروح القدس.
ب. لاهوت السيّد وربوبيّته وخلاصه.
ج. ضرورة الإيمان، بدونه لا خلاص بالأعمال الذاتيّة، إذ يقول: [ونحن أيضًا الذين دعينا بإرادته في المسيح يسوع لن نتبرّر بذواتنا ولا بحكمتنا ولا بفطنتنا ولا بتقوانا، ولا بالأعمال التي نضعها في قداسة القلب، بل بالإيمان الذي من البدء برّر به الرب ضابط الكل كل الناس.]
د. ضرورة الأعمال المرتبطة بالإيمان، وهي تفرح الله. يقول: [لماذا بُورك أبونا إبراهيم؟ أليس بسبب اقتنائه البرّ والحق خلال الإيمان]، [إذن، ماذا ينبغي علينا أن نفعل يا اخوة؟ أنهمل عمل الخير، ونكف عن الحب؟! الله لن يقبل هذا، بل بالحري نسرع في عمل الخير باجتهاد وفي غيرة. إن خالق الكل وربّهم هو نفسه يفرح بأعماله]، [العامل الصالح يتقبّل خبز عمله بجرأة، أمّا الكسول والمتهاون فلا يجسر أن ينظر بعينيه إلى رب عمله.]
هـ. التبرير بالنعمة المجّانيّة مع الجهاد المستمر حتى الموت [نساء كثيرات صرن قويّات بالنعمة الإلهيّة وقمن بأعمال خارقة .]
و. التقدّيس بالروح القدس.
ز. الفضائل المسيحيّة من تواضع واحتمال وطول أناة مع تركيز على المحبة. من كلماته: [المسيح هو مسيح المتواضعين لا المتعجرفين على قطيعه]، [الحب يقود إلى أعالٍ لا يُخبر بها! بالحب يأخذنا الرب إليه. بالحب يحملنا يسوع المسيح الذي أراق دمه عنّا بإرادة الله، وأعطانا جسده عن جسدنا، ونفسه ونفوسنا .]
س. الوحدة الكنسيّة القائمة على التقدير المتبادل بين الأعضاء. [لا وجود للكبار بدون الصغار، ولا للصغار بدون الكبار، وإنّما في كل مكان يُدمج (الكل) لنفع الجميع. أعظم مثل لهذا هو جسمنا، فالرأس بدون الأقدام ليس بشيء ولا الأقدام بدون الرأس. نعم، فإن أقل الأعضاء في جسمنا ضروري ومفيد للجسم كلّه، أو بالحري كل الأعضاء تعمل معًا في خضوع لأجل حفظ الجسم ]، [لماذا نمزّق أعضاء المسيح ونقطّعها، نثور ضدّ جسمنا، ويستولي علينا جنون مطبق كهذا، ننسى إنّنا أعضاء بعضنا البعض؟ اذكروا كلام ربنا يسوع المسيح .]
5. لأول مرّة نجد إعلانًا واضحًا وصريحًا عن تعليم "التتابع الرسولي" فرجال الإكليروس لا يُسامون بواسطة أعضاء الجماعة، لأن السلطة الروحيّة لا تُمنح منهم وإن كان من حق الشعب أن يختار راعيه، لكن سلطانهم مُستمد من الرسل، الذين يمارسون سلطاته في طاعة المسيح .
6. يعالج الفصلان 24-25 موضوع القيامة من الأموات، ولأول مرّة تُستخدم الأسطورة الرمزيّة القديمة الخاصة بالطائر "فونيكس" أو "العنقاء" في كتابات مسيحيّة لتأكيد القيامة.
وهو طائر خرافي زعم قدّماء المصريّين أنّه يعمّر خمسة قرون، بعدها يموت ويدفن نفسه في تابوت من المرّ واللبان والعطور ليقوم وهو أتم ما يكون شابًا وجمالًا.
وقد استخدم بعض الآباء هذه الأسطورة في كتاباته بعدما سجّلها إكليمنضس، مثل ترتليان وأورجين وأمبروسيوس وأبيفانيوس وروفينوس... الخ. كما ظهرت آثارها على العملات والمداليات (الأوسمة) والخواتم وعلى المقابر. وقد نادى البعض مثل بليني Pliny وتاكيوس وديوكاسيوس أن العنقاء عاد فعلًا للظهور في مصر عام 34م بعد غيبة 250 عامًا، كما قال بليني أنّه أحضر إلى روما عام 47م.
7. أوضحت نظرة الكنيسة للدولة: فبينما كان إكليمنضس وشعبه يذوقون المر من الإمبراطور دومتيان إلاَّ أنّه في رسالته إلى أهل كورنثوس تجده يطلب الخضوع للولاة والرؤساء كما يقدّم عنهم صلاة من كل قلبه.
يقول Robes [إن سُموّ هذه الصلاة يكون له معنى خاص، إن تذكّرنا أنّها قُدّمت من أجل دومتيان (مضطهد الكنيسة)!]
8. كشفت لنا عن الليتورچيّا في الكنيسة الأولى، ففي هذه الرسالة نستشف الآتي:
أ. يُعتبر إكليمنضس الروماني أول كاتب مسيحي يصف التجمع الليتورچي للكنيسة المسيحيّة لتقديم "قرابينها" بتنظيم كنسي كعمل إلهي [77]، إذ يقول: [أمرنا (الرب) أن نقدّم التقدمات حسب أوقات وساعات معيّنة... لقد حدّد بنفسه، بأمره العلوي أين نتمّمها ومن الذي يقدّمها، حتى إذ يتم كل شيء بورع حسب مسرّته الصالحة تكون مقبولة لديه... .]
ب. كشف عن شركة كل المؤمنين في الليتورچيّا، سواء الكهنة أو الشعب... ولكن كل واحد حسب عمله. إذ يقول: [أعطيت لرئيس الكهنة (الأسقف) ليتورچيّات خاصة، وحدّدت للكهنة أماكن معيّنة، وللاويّين (الشمامسة) خدمات خاصة بهم، وللشعب القوانين الخاصة بهم. ليصنع (يشترك) كل واحد منكم يا اخوة في أفخارستيّا euscharisteito لله حسب ترتيبه (وضعه) .]
ج. ذكر بعض الرتب الكنسيّة مثل الأبوذاقونيّين (مساعدي الشمامسة)، والذياقون (الشماس)، الأبرسفيتيروس (القس)، والأسقف وأوضح أن عمله الرئيسي هو خدمة الليتورچيّات وتقديم القرابين.
د. كشف عن السيد المسيح أنّه "كاهن تقدماتنا العليّ".. فالعمل الكهنوتي هو عمل المسيح شخصيّا الذي يعمل سرّيًا في كهنته... أنّها ذبيحة سماويّة تُقام على الأرض، كاهنها المسيح نفسه، يقدّمها على المذبح السماوي كفّارة عن البشريّة.
د. قدّم لنا أقدم وأروع شكل لصلاة ليتورچيّة (جماعيّة) في الكنيسة ، انتهت بمجدلة "ذكصولوجيّة" doxology كعادة الكنيسة في نهاية كل صلاة ليتورچيّة.

تاريخ كتابتها

يحدّد أغلب الدارسين للرسالة تاريخ كتابتها بعام 96م، معتمدين على ذلك على:
1. إنّها كتبت بمجرّد انتهاء الضيقة التالية بعد اضطهاد نيرون، أي في عهد دومتيان ما بين عام 95، 96م إذ ذكر الكاتب أن الضيقات المفاجئة والمتواليّة أدت إلى تأجيل الكتابة .
2. هذا التاريخ (96م) يتّفق مع شهادة التقليد الذي يرجع إلى هيجيسيبوس Hegesipus وديوناسيوس الكورنثي، وهو أن كاتبها إكليمنضس أسقف روما (ما بين92، 101م)، كما ذكر المؤرّخ عن هيجيسيبوس أن الخلافات التي دفعته للكتابة كانت في حكم دومتيان.
3. كشف القدّيس بوليكاربوس أسقف سميرنا في رسالته إلى أهل فيلبّي (بدء القرن الثاني) عن معرفته التامة بالرسالة، إذ اقتطف الكثير منها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رسالة إكليمنضس الروماني أول الكتابات الآبائيّة
يعتبر القدِّيس إكليمنضس داعية لحياة الفرح الحقيقي
اتمتع بالحب الحقيقي❤️
الذين ذهبوا الي السماء يستمتعوا بالحب والدفء الحقيقي
كلب الصيد الباست


الساعة الآن 09:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024