|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
« أنا عطشان « بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان (يو19: 28)إنه « المفجر عيوناً في الأودية بين الجبال تجري. تسقي كل حيوان البر » (مز104) الذي يجعل القفر غدير مياه وأرضاً يبساً ينابيع مياه » (مز107). هو الذي نادى شعبه قديماً « أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه » (إش55)، وهو الذي في أيام جسده وقف ونادى قائلاً: « إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب » (يو7). ومن قمة المجد يقول ليوحنا الرائي « أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا » (رؤ21)، « مَنْ يعطش فليأتِ ومن يُرد فليأخذ ماء حياة مجانا » (رؤ22). ذلك الشخص عينه الذي جلس يوماً على البئر في السامرة يبسط يده لإمرأة قائلاً: « أعطيني لأشرب » (يو4). وكانت نفسه ممتلئة عطشاً وشوقاً لخلاص هذه المرأة الخاطئة. على أن العطش الحقيقي كان هناك على الصليب. اسمعه يقول في المزمور « يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي » (مز22) وأيضاً « يبس حلقي » (مز69) وأيضاً « في عطشي يسقونني خلا » (مز69). هناك على الصليب « لما رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان » (يو19). وما الذي حدث لما قال: « أنا عطشان » يقول الكتاب « وكان إناءُ موضوعاً مملوءاً خلاً فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه ». ونحن نعلم أن الرب يسوع في بداية أحداث الصليب قدموا له خلاً ممزوجاً بمرارة كمخدر لتخفيف الآلام، فلما ذاق لم يُرِد أن يشرب لكي يكون في كامل الإحساس بالألم. أما الآن فبعد أن رأى كل شيء قد كمل، كانت هناك نبوة واحدة لم تتم وهي القائلة « في عطشي يسقونني خلا ». وكان إتمام النبوة والكتاب أمراً كريماً في عينيه، وأهم عنده من مجرد إرواء العطش الحرفي الذي كان يعاني منه، لذلك نقرأ « فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان ». مُروي العطاش قد عطشْ والخل أيضاً قد شَربْ وهكذا تمَّ الكتابْ وكلُّ ما عَنهُ كُتبْ إنه لكي يرحمنا من العطش الأبدي في بحيرة النار كان هناك في موضع الجفاف. فله كل المجد. |
|