|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من سمات الشرير كما يعرضها المرتل هنا: 1. الافتخار بالإثم: دُواغ الذي كان راعيًا أو رئيس رعاة عند شاول ظهر كجزار يذبح ويقتل بلا رحمة. قتل الكهنة، وكانوا لابسين الأفود، وأهلك مدينة غير مسلحة، ورجالًا لا قوة لهم مع نساء وأطفال. ومع هذا فقد أظهر نفسه كرجلٍ قويٍ، وكبطلٍ جبارٍ، متهمًا الأبرار بعدم الإخلاص للملك وللدولة (1 صم 8:22)، وكانت نيته كسب وِدّ شاول أو المكسب المادي، ولعله هدف إلى قتل الكهنة أصدقاء داود[67]. * لاحظوا يا إخوتي افتخار الإنسان الخبيث، افتخار الشرير... يحتاج الإنسان أن يكون قديرًا، لكن في الصلاح لا في الخبث... "من يفتخر، فليفتخر في الرب" (1 كو 31:1)؛ من يفتخر فليفتخر في الصلاح. أنت تفتخر، لأنك قدير في الشر. ماذا ستفعل أيها القدير حتى تفتخر هكذا...؟! هذا هو ما يفعله مواطنو أورشليم الصالحون، الذين يفتخرون بالصلاح لا بالخبث: أولًا: يفتخرون بالرب لا بأنفسهم. ثانيًا: يمارسون الأعمال التي للبنيان في غيرة، يمارسونها كأقوياء ثابتين، أما الأمور التي تبدو أنها للتحطيم، فيمارسونها للتأديب، وليس للضغط على الأبرياء. القديس أغسطينوس صورة مُرة يكررها التاريخ عبر العصور! دُواغ يحسب في نفسه "القوي" بحكم مركزه، لأنه متوشح بالسيف، يحمل كراهية للابسي الأفود، الذين لم يصنعوا ضده شرًا. الأول يتوشح بالعنف كأبيه إبليس، والآخرون متوشحون بروح العبادة ليلتصقوا بالله أبيهم! الأول يمارس الشر، بل ويفتخر به كسيده، وهم يمارسون العبادة ليحملوا روح سيدهم السماوي! 2. الاستمرار في الشر: لا يقف الأمر عند صنع الشر والافتخار به، وإنما يتسم الشرير بالاستمرار في الشر. يمارس الشر إن لم يكن بالفعل أو القول، فبالفكر. إن قصرت يداه عن ارتكاب الظلم، يبقى قلبه متحركًا في طريق الشر. لا يهدأ ولا يمل من صنع الإثم! في عشقه للشر لا يعرف التعب من ممارسته. * "اليوم كله بالإثم، لسانك فكَّر بالظلم" [2]، أي كل الزمان دون ملل، أو أخذ فترات راحة، وبدون توقف. وحينما لا تصنع الإثم تفكر فيه، فإذ لا يكون في يدك صنع الإثم لا يبتعد قلبك عنه. القديس أغسطينوس * قوله "اليوم كله" يعني مدة حياة ذلك القوي بالإثم، فإنه لا يخجل، ولا يندم من عمله ونطقه بالظلم. الأب أنثيموس الأورشليمي 3. العنف الممتزج بالغش لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ مَفَاسِدَ. كَمُوسَى مَسْنُونَةٍ يَعْمَلُ بِالْغِشِّ [2]. اتسم دُواغ الأدوميبالغش والخداع، ففي حديثه مع شاول عن أخيمالك الكاهن بتر الحقيقة وشوهها، إذ لم يعرض الحوار الذي دار بين أخيمالك وداود ليبرر نية أخيمالك، وإنما ببتره للحقيقة صوَّره كخائنٍ يساند داود عدو الملك، مما أثار نفس شاول جدًا. ربما كان غاشًا، لأنه وهو أدومي تظاهر بقبول الإيمان، فصار من الدُخلاء، يقدم تقدمات للهيكل، ويُمارس العبادة، ليظهر كرجلٍ بارٍ، حتى حانت له الفرصة، فتمم شهوة قلبه: قتل الكهنة وعائلاتهم. استخدم كل دهاء ليحقق غرضه، فظهر كالموسى المسنونة التي تقطع. لكنه ماذا قطع؟ شعر الرأس، أو ما هو زائد في حياة الإنسان! هذا هو أقصى ما يمكن أن يفعله الشرير بأولاد الله، أن يحرمهم من الزمنيات الزائلة! أو حتى من الحياة الزمنية بقتل الجسد الذي يقوم ممجدًا، يشارك النفس ذات الإكليل. عمل الشرير إزالة شعر الرأس، لكن يقول السيد المسيح: "وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة؛ فلا تخافوا" (مت30:10-31). إذن ليضرب الشرير القوي بسيفه كما يريد، فإن شعرة واحدة من رؤوسنا لن تسقط بدون إذن أبينا السماوي. قال بيلاطس للسيد المسيح: "ألست تعلم أن لي سلطانُا أن أصلبك، وسلطانًا أن أطلقك؟" فأجابه: "لم يكن لك عليّ سلطان البتة، لو لم تكن قد أُعطيت من فوق" (يو 10:19-11). * (دُواغ الأدومييقتل الكهنة بوشايته كما بسيفه). قطعهم كالموسى الحالقة للشعر بسرورٍ وهناءٍ. وفي يوم حصار أورشليم تكلم ربشاقي مع اليهود بالكفر قائلًا: لا يقدر إلهكم أن ينقذكم من يدي، فإني آخذكم إلى بلاد أخصب من بلادكم (راجع 2 مل 19:18-35)، صار لسانه مثل الموسى المسنونة متكلمًا بالغش، لأنه كان يخدعهم بلغتهم، ويستميل قلوبهم إليه، وهو يريد إزالتهم كما تزيل الموسى المسنونة الشعر.أيضًا يليق هذا القول بالأكثر بيهوذا (الإسخريوطي)، لأنه قال لرؤساء الكهنة: ماذا تُعطوني وأنا أسلمه إليكم؟ ولما عرضوا عليه ثلاثين من الفضة، صار اليوم كله يطلب فرصة ليسلم يسوع إليهم، حتى جاء الليل، وفعل ما نطق به النهار كله، وأراد مثل الموسى الحادة بلا إحساس أن يزيل ربنا. الأب أنثيموس الأورشليمي * انظروا ماذا يفعل الأشرار بالقديسين، إنهم يكشطون (يحلقون) شعورهم... ماذا يفعل موسى دُواغ لرجل على هذه الأرض يتأمل في ملكوت السماوات، وقد اقترب من الدخول في ملكوت السماوات، معه الله، ويسكن مع الله؟ ماذا يفعل هذا الموسى؟ إنه يكشط الشعر، فيجعل الإنسان أصلع. يهذا ينتمي للمسيح الذي صُلب في موضع الجمجمة (مت33:27)... فإن هذا الشعر يعني الزمنيات غير الضرورية... الذين يلتصقون بالرب بكل قلوبهم تكون لهم الأمور الأرضية كما الشعر (الزائد)... لذلك مثل موسى ليحرك دُواغ لسانه، ليثير غشه حسبما يريد، فإنه ينتزع الأمور الزمنية الزائدة، بينما تبقى الأمور الضرورية إلى الأبد. القديس أغسطينوس 4. محب للشر أكثر من الخير أَحْبَبْتَ الشَّرَّ أَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، الْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالصِّدْقِ. سِلاَهْ [3]. * اختار يهوذا الشر، أعني به الشيطان، أفضل من الخير الذي هو المسيح، وأحب الظلم، أي الوشاية ضد المسيح، أفضل من التكلم ببشارة الإنجيل. لقد فضَّل أن يكون مع قاتلي الإله (المتجسد) عن أن يكون في زمرة الرسل القديسين. الأب أنثيموس الأورشليمي 5. محب للمخادعين هنا يبلغ الشرير إلى الذروة في شره، فإنه ليس فقط يمارس الشر، ويفتخر به ويحبه أكثر من الخير، وإنما يحب أيضًا الأشرار ليشاركهم شرورهم أو يحثهم بالأكثر على ممارستها بكل عنف. تصير لذته في صحبة الأشرار والتشاور معهم، لا لهدفٍ إلا لأنه يُسر بهلاك الناس، ويفرح بالغش والكذب. أَحْبَبْتَ كُلَّ كَلاَمٍ مُهْلِكٍ، وَلِسَانِ غِشٍّ [4]. يُدعى الشيطان بالقتَّال والكذَّاب وأب الكذابين، هكذا يتسم ضد المسيح بحبه للهلاك والكذب، ويحمل أتباعه ذات السمتين. وقد سبق فتحدث المرتل عن هاتين السمتين . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 52 - سمات الشرير الذي يُقاوم الله |
مزمور 52 - الإنسان الشرير |
مزمور 36 - سمات الشرير |
مزمور 12 -اللسان الشرير |
مزمور 10 - الشرير وسِماته |