إذا كانت الرهبنة هي طريقي فكيف أعرف؟
أذا أذا كانت الرهبنة هي طريقى فكيف أعرف ذلك؟
والحقيقة اننا أمام سؤال تعد الأجابة عليه من الامور الصعبة، وأود من كل قلبى أن تجد اجابته في تعليقنا الاتى: الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، الله يهمه الطريق (أنا هو الطريق) ولكنه يترك لك الطريقة (الوسيلة)، ويمكنك ان تعتبر ان الرهبنة تناسبك إذا توفرت لديك هذة الدوافع (الشروط) كلها او أكثرها.. ما أن تحدثك افكارك عن الرهبنة، إلا وتدخل مخدعك وتركع أمام الله في مسكنه طالبا مشورته، نعم فالامر جد خطير، وإجعل ذلك طلبة دائمة في كل صلاة تقدمها له. قل (.. أريدك يا رب وحدك وليس سواك، ومعك لا أريد شيئا على الارض (مز 73).. أريد أن أشبع بك في حديث لا ينقطع وشفاة لا تفتر عن تسبيحك، ليست لى رغبة خاصة فأنت هو كل رغباتى مجتمعة معا، لا أختيار لى في مكان ما، ولكنك أنت ملكوتى ونصيبى.. أرجوك يا رب ساعدنى لكى لا انخدع وانساق إلى تقديرات هي المنطق وحده.. أءمن أنك في كل موضع، وأءمن اننى سأتمتع بكل مواهبك ووعودك أينما كنت، وإنما طلبتى إليك في هذة المرة: أن تكون الوسيلة متناسبة مع امكاناتى: نفسية كانت أم جسدية)..
بعد ذلك اجلس مع ذاتك جلسة هادئة، متوخيا الصدق التام والصراحة الشديدة مع نفسك موجها لها مثل هذة الأسئلة:
* هل أستطيع أن أبقى بدون اسرتى وأحبائى؟ أولئك الذين انعمت بينهم بالراحة والامان، وضمونى بحنانهم واحتضنونى بمحبتهم، وشاركونى افراحى واحزانى..
* هل استطيع أن أرضى بأى نوع من الطعام؟
* هل احتمل بقاء جيبى خاويا على الدوام وهو الذي اعتاد أن يثقله المال؟
* هل أستطيع أن احتمل وضعى مع كل الباقين في الدير في (كادر) واحد وتحت إمرة شخص ربما يصغرنى سنا أو علما؟
* هل استطيع أن أترك شكلى واسمى ومسكنى، وأستبدل الجميع ببدائل جديدة؟
* ما هو مدى اشتياقى للصلاة – هل هي واجب مقدس أم هي ذبيحة حب وحديث لا ينقطع مع الله الذي وهبته قلبك وامانيك؟
* وماذا عن التسبيح؟
* وماذا عن محبة الهدوء؟
وسؤال اخير: وإلى كم من الوقت تستطيع أن تقبل هذة التنازلات وتصبر عليها؟ولكن مهلا.. فقبل أن تفابل كل هذة الاسئلة بالإيجاب في ثقة، فكر جيدا وأسال نفسك هل تستطيع أن تنتقل من مجرد الرغبة الأكيدة إلى الأختبار، أو بعبارة اخرى أن تتحول من الخبر أو الخبرة؟ أي من القول إلى العمل؟