نجد أن الله في العهد القديم أظهر الطريق الوحيد للخلاص والنجاة من الموت، لأن [أمر الله موسى - في الشريعة - أن يصنع حية من نحاس ويرفعها ويثبتها على رأس ساري فكان كل من لدغته الحيات ينال الشفاء بمجرد تثبيت نظره على الحية النحاسية، ولقد صنع موسى هذا بتدبير وقصد إلهي، حتى أن أولئك المعوقين بالاهتمامات الأرضية، وعبادة الأصنام، ولذات الشيطان، وكل أنوع الشر - (هذه الأشياء هي سم الحيات) - فأنهم بهذه الوسيلة يتطلعون إلى أعلى، إلى ما هو فوق إلى الأمور السمائية، واذ يبتعدون بنظرهم عن الأشياء السُفلية فترة من الوقت فأنهم يعطون اهتمامهم لما هو أعلى وأسمى، وهكذا يتقدمون رويداً رويداً إلى ما هو أعلى وأكثر سمواً لكي يعرفوا ويتعلَّموا ذلك الذي هو الأعلى جداً والأسمى جداً والفائق لكل الخليقة.