في منتصف القرن 19 ظهرت ظاهرة لها أثرها في تطورا التاريخ في الكنيسة، ونحن إذا ألقينا نظرة إلى مسيرة التاريخ وتطوره من القرون الوسطى للآن، والى العوامل التي قوت مكانة الكنيسة بين الدول العظمى، نجد في منتصف هذه القرن أننا أمام مرحلة جديدة تنتهي بها العلاقات القديمة بين الدولة والكنيسة، فمن قبل أي بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، خضعت الدولة يوم كانت طفلًا في المهد لسلطان الكنيسة، وكان هذا هو الحال أيام جريجوريوس السابع واينوسنت الثالث، ثم لما بلغت هذه الدولة رشدها واشتد ساعدها أخضعت الكنيسة لسلطانها، وقد بدأ هذا التطور في القرن الرابع عشر وبلغ ذروته في القرن الثامن عشر.