|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبل القرن الخامس عشر، لم يكن التدخين معروفًا، وكان يندر في ذلك الوقت أن تجد أحدًا مصابًا بسرطان الرئة، أو سرطان الحنجرة، أو سرطان البلعوم. كما كان يندر أن تجد حالات الانتفاخ الرئوي في غير عمال التعدين أو مناجم الفحم، وكانت حالات أمراض القلب الوعائية (أمراض الشريان التاجي للقلب) نادرة، وكذلك كان الحال بالنسبة إلى سائر الأمراض المتصلة بالتدخين. ثم إن الرحالة كريستوفر كولومبس مكتشف أمريكا في أواخر القرن الخامس عشر وأصحابه، حملوا معهم شجرة التبغ الذي كان يستعمله الهنود الحمر بأمريكا، وبدأ التدخين بين الطبقات المرفهة، ثم الطبقات المتوسطة، ثم الطبقات الفقيرة، حتى أصبح وباء عالميًا بلغ من انتشاره أن ثلاثة ملايين شخص يموتون في العالم سنويًا بأمراض أساسها التدخين، أي أن هناك وفاة كل 13 ثانية من جراء التدخين. وكان من بين وسائل ترويج التدخين بين العامة، أن نجوم ونجمات السينما يدخنون في الأفلام وخارج الأفلام، لدرجة أنه في أفلام الحرب العالمية الثانية كان أهم شيء يعطى للجندي المشرف على الموت في خندق هو إعطاؤه سيجارة لتفتح نفسه على الموت!! وكان الرجال في أول الأمر أكثر المعرضين لأمراض التدخين، والوفاة من سرطان الرئة و القلب، ثم لحقت بهم النساء في التدخين، حتى إن نسبة سرطان الرئة بينهن زادت عن سرطان الرئة في الرجال كسبب للوفاة في أمريكا وأوربا. التدخين وأثره على الصحة: تحتوي السجائر والسيجار والتبغ عامة على مواد كثيرة، أخطرها على الصحة ثلاثة:
أضافت شركات التبغ مؤخرًا إلى التبغ مواد تدعو إلى الإدمان وهي موجهة للمراهقين والشباب على وجه الخصوص. الأمراض المرتبطة بالتدخين: الظواهر الحديثة في التدخين: الظاهرة الأولى: حملات منع التدخين: تم في أمريكا الشمالية وأوربا الغربية والشمالية بعد التأكد من أضرار التدخين، شن حملة شعواء ضد التدخين بكل وسيلة، حتى أصبح التدخين محظورًا في كثير من الأماكن العامة والطائرات والفنادق والمقاهي والمطاعم والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات، وقام كبير الأطباء في أمريكا بإرغام شركات التبغ على طبع تحذير على علب السجائر يقول إن التدخين يضر بالصحة ويزيد احتمال المرض والوفاة. ثم قام الكونجرس الأمريكي والمحاكم بإرغام شركات التبغ على دفع تعويضات باهظة لأسر أفرادها ماتوا بسبب التدخين (حالات سرطان الرئة)، ومنعوا شركات التبغ من الإعلان عن السجائر في التليفزيون. الظاهرة الثانية: الدفع العمدي لوباء التدخين في اتجاه العالم الثالث: بالرغم من موجة مكافحة التدخين في أمريكا، إلا أن حقول التبغ بها لا تزال تزرع، وكان لابد من وجود أسواق جديدة ومكثفة خارج البلاد، فزادت الشركات في إغراق دول العالم الثالث بالسجائر الأمريكية، وفعلت مثلها الشركات الأوربية، ولم ينتقد أحد هذا التفريق العنصري الذي يتجلى بمحاربة التدخين في داخل الولايات المتحدة والتشجيع عليه في بلدان العالم الثالث، بزعم أن التبغ من أهم مصادر الثروة القومية وثروة ولايات معينة بأمريكا، بينما تنفق بلدان العالم الثالث أموالا طائلة على التدخين، بل أنها تفقد بعض ذخيرتها من العملة الصعبة لشراء السجائر الأميركية والأوربية. الظاهرة الثالثة: اكتشاف ضرر التدخين القسري: أثبتت الدراسات الحديثة في أمريكا وأوربا أضرار التدخين القسري أو التدخين بالإكراه بين غير المدخنين، وذلك أن مجاوري المدخنين من أزواج وزوجات وأبناء وبنات وأطفال وأقرباء وزملاء في العمل، تحدث لهم زيادة فعلية في الأمراض التي ترجع إلى التدخين، وقد كان ذلك حافزًا لتعميق الحملة ضد التدخين. الظاهرة الرابعة: استهداف المراهقين والشباب: تبين في التحقيقات مع الشركات الأمريكية للتبغ، أنها تستهدف بوجه خاص المراهقين والمراهقات والشباب بحملة مكثفة لإيقاعهم في براثن التدخين. ولم تكتف هذه الشركات بالدعاية المدروسة والموجهة، بل إنها كانت تضيف إلى السجائر مواد تشجع على الإدمان، حتى يصبح المراهق زبونا دائما مدى لحياة للتدخين. هذا، ومن المعروف أن التبغ يحتوي على النيكوتين(وهي مادة مشجعة على الإدمان بالإضافة إلى كونها مادة سامة تسبب الوفاة عن إعطائها بالوريد لفأر التجارب)، وذلك بالإضافة إلى مادة القطران، وغاز أول أكسيد الكربون السام.
|
|