لقد رأيت صورة ولدين فقيرين كانا يستجديان وقد وقفا على الرصيف قُبالة أحد المناظر الجميلة، ونظرا في إحدى النوافذ، فوجدا الأسرة مجتمعة حول مائدة عليها جميع الأطعمة الشهية، وكان الوقت شتاءً والبرد قارسًا والثلج يتساقط بغزارة، رأى هذان الولدان كل هذا، وهما يستطيعان أن يصفا هذا المنزل جيدًا، وأن يتحدثا عما يحتويه من جمال وبهاء، وعن المائدة العظيمة، والأسرة تُحيط بها متمتعة بكل ما تحتويه من مأكولات لذيذة، وبينما هما يتحدثان حديثًا طويلاً، تهب عليهما العاصفة فيرتعشان إذ لا يوجد لهما ما يحميهما من البرد اللاذع سوى أثمالهما البالية الممزقة. ويشتد بهما الجوع ويعض فيهما بأنيابه القاسية فلا يجدان شيئًا لسد رمقهما.
كذلك تمامًا هذا الذي يعرف عن المسيح الشيء الكثير بواسطة القراءة عنه أو السمع به، ولا يقدر أن يخصصه لنفسه، أو يقول جادًا: ”مُخلِّصي“؛ أي ”مُخلِّصي الشخصي“.