|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. الودعاء هم المتضعون، والمتمتعون بالهدوء الداخلي ويقصد بهم مؤمنو العهد الجديد، وهم الذين صرخوا لله معلنين احتياجهم في (ع24)، فأعطاهم الخلاص بالإيمان به، وأعطاهم أيضًا جسده ودمه في كنيسته، وأشبعهم أيضًا بكلمته. الودعاء أيضًا هم المساكين بالروح، وهم الخطاة الذين تابوا ورجعوا لله، فأعطاهم جسده ودمه، وأشبعهم بحبه. وهذا جعلهم يحتقرون شهوات العالم، ويرفضونها. هؤلاء الودعاء عندما تتكون علاقة بينهم وبين الله، يطلبون غفرانه وكل احتياجاتهم منه، ثم يتقدمون في حياتهم الروحية، فيسبحونه وتتعلق قلوبهم به، دون طلبة خاصة لهم، ولكن حبًا فيه، ثم يستمرون في هذا التسبيح الذي يجذبهم دائمًا إلى الله، حتى تتحول حياتهم كلها إلى تسبيح مستمر له، ومن خلاله يتذوقون الملكوت وهم على الأرض. عندما يأكل الودعاء جسد الرب ودمه ويسبحونه ويشكرونه ويواظبون على التناول من الأسرار المقدسة، يثبتون في المسيح، ويحيون إلى الأبد، أي يتمتعون بلذة الحياة في المسيح على الأرض، ثم بأمجاد لا يعبر عنها في ملكوت السموات. الخلاصة أن هذه الآية تتحدث عن سر التناول، فمن مارسه يشبع به، وينغرز فيه الجوع والعطش الدائم إلى البر، فيواظب على التناول وكل شيء يربطه بالمسيح. ثم يطلب الله في كل احتياجاته ويزهد العالم ولا يعتمد عليه. وبعد ذلك يرتفع قلبه إلى تسبيح الله، ويستمر في التسبيح حتى تصير حياته كلها تسبحة. وأخيرًا ينال الحياة الأبدية في ملكوت السموات. |
|