قال الربّ: كان إنسانٌ غنيٌّ يلبس الأرجوان والبزَّ ويتنعَّم كلَّ يوم تنعُّماً فاخراً. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحاً عند بابه مصاباً بالقروح، وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، فكانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه.
لا يريد يسوع أن يقول لنا إنّ الفقير، لأنّه فقير، هو أفضل من الغنيّ. ليس الفقر فضيلة، وليس الغنى خطيئة، ولم يذهب لعازر إلى حضن إبراهيم لأنّه مسكين، ولم يقاسِ الغنيّ العذاب في الجحيم بسبب غناه. قد كان بين أصدقاء يسوع الكثير من الفقراء، إنّما كان بينهم أيضًا أغنياء أمثال نيقوديموس ويوسف الرامي ولعازر. لذا لا نتصرّف كما فعل بعض المسيحيّين في القرون الماضية عندما إستندوا على بعض نصوص الإناجيل، كنصّ مثل لعازر والغنيّ، كي يقنعوا المقهورين والمساكين والمعذّبين بأن يرضخوا لواقعهم المرير ويسكتوا بحجّة أنّهم سينالون مكافأتهم في السّماء، لا على هذه الأرض الفانية.