|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتب : مصطفى رحومة وأحمد غنيم
تحدث البابا تواضروس الثانى فى ليلته الأولى كـ"بابا للأسكندرية وللكرازة المرقسية رقم 118" من داخل دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون لـ" الوطن"، عن استعداده للتعاون مع الرئيس مرسي لأنه "رئيس لكل المصريين"، موضحا أنه يتمنى أن يكون مشروع النهضة "حقيقي وليس على الورق"، مضيفا أنه سيستعين بالأنبا باخوميوس لمساعدته فى أمور الكنيسة لأنه "أستاذي"، مشيرًا إلى أن الأنبا باخوميوس "لا يريد تقلد أي مناصب قيادية". وأشار البابا تواضروس إلى أن أزمة تهجير الأقباط "تسيئ لصورة مصر أمام العالم"، مطالبًا بتفعيل النص الدستورى الذى يؤكد على "حماية رعايا مصر داخلياً وخارجياً"، مؤكدًا أنه "لا استحداث لمنصب نائب البابا لأن الكنيسة مؤسسة روحية"، مشيرًا إلى أنه لو احتوى الدستور الجديد على أى تلميحات دينية سيكون غير مقبولاً، مؤيدا بقاء المادة الثانية كماهى، مشيراً إلى أن تطبيق الشريعة الإسلامية تعني إقصاء واضحا للأقباط. ـ كيف استقبلت خبر اختيارك فى القرعة الهيكلية؟ * استقبلت الخبر بالدموع والشكر لله، واتجهت بعدها بصحبة أسقفة دير الأنبا بيشوى، لأداء صلاة الشكر بالكنيسة. ـ ولماذا أخترت أن يكون مزار البابا شنودة هو أول زيارة لك عقب انتهاء القرعة؟ البابا شنودة أستاذي ومعلمي، فحينما بدأ البابا شنودة "حبريته" للكنيسة فى العام 1971 كنت مازالت فى المرحلة الجامعية، وتأثرت به كثيراً، وأنا اتجهت إليه طالباً منه المساعدة، وقلت له "يا أبونا روحك متسبنيش"، فأنا أعتبر نفسى تلميذًا للبابا شنودة الثالث وللبابا كيرلس السادس. ـ ولكن هل تخشى أن تدخل فى مقارنة مع البابا الراحل؟ * فى كل مناسبة مهمة تحدث مقارنة بين الشخصية الحالية والسابقة، ولكنى كما قلت وسأظل أرددها "أنا تلميذ للبابا شنودة وللبابا كيرلس"، فالبابا شنودة خدم الكنيسة لفترة استمرت قرابة الـ50 عاماً بداية من كونه أسقفا وصولاً لمقعد البطريرك، ولذلك هناك جيل كامل لم يفهم معنى الانتخابات الباباوية لأنه لم يعاصرها. ـ وماذا سيكون على رأس أولوياتك داخل ملفات الكنيسة الأرثوذكسية؟ * الأولويات ستكون لإعادة ترتيب البيت الكنسي من الداخل، وأؤكد أني سأعمل مع سكرتيرية الأنبا باخوميوس، وهم القمص أنجليوس والقمص مكارى، إضافة إلى كاهن جديد سيعمل ضمن فريق السكرتيرية سينضم مع بداية العمل وسيتم تدشين عدد من المكاتب المتخصصة لتسهيل العمل داخل الكنيسة، منها مكتب للإعلام. ـ ولكن يتردد أن الأنبا باخوميوس قد يُرشح لمنصب سكرتير المجمع المقدس؟ * ما أعرفه أن الأنبا باخوميوس أنه لا يرغب فى تولى أى مناصب قيادية، وأعلن أنه يريد العودة لرئاسة مطرانية البحيرة، ولكن أيضاً لا أستطيع الاستغناء عنه فهو "عمود فى الكنيسة" وسأسعى للحصول على خبرته ومشورته فهو معلمي. خلال الأيام الأخيرة قبل تنصيبك، ظهرت مطالب للتيار العلمانى بالكنيسة بالحديث حول إمكانية استحداث منصب نائب البطريرك؟ أرفض هذا الاقتراح لأن الكنيسة مؤسسة روحية دينية نظامها وتقاليدها وكل الأساقفة يجمعهم الأخوة، وليس هناك أهمية لمنصب نائب بطريرك، والمجمع المقدس خير من يقود الكنيسة مع البابا. ـ ماذا عن مطالب الزواج الثانى للأقباط؟ * الأنجيل يتحدث عن أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا، فلا يوجد طلاق بل يوجد ما يسمي بالتطليق، وتعني أن الزيجة بنيت على أساس خاطئ، وفي حالة بطلان الزواج يسمح بالزواج الثاني، ولكن مشكلات الأحول الشخصية تحتاج نوع من الدراسة ونيافة الأنبا بولا متخصص في ذلك وهو المسؤول عن هذا الملف، ولكن مايثير دهشتى هو أن قانون الأحوال الشخصية لا زال حبيس داخل أدراج وزارة العدل ولم يطرح علي مجلس الشعب، والأمر عليه علامات استفهام كثيرة. ـ ماذا أيضاً عن مطالب إلغاء القرعة الهيكلية المطروحة من قبل التيار العلماني للكنيسة؟ * أرفض إلغاءها لأنها فكرة رائعة، وهي تؤكد أن الانتخابات تمر بمرحلتين: الأولى بيد البشر فى اختيار المرشحين، والخطوة الثانية هى "بيد الله"، أقصد القرعة الهيكلية، فالله هو الذي يختار البابا والراعي الصالح للأقباط. ـ هل سيكون للكنيسة تحت رايتك أي عمل سياسي؟ الكنيسة ليس لها دور سياسي، السياسة تمارس من خلال المجتمع المدنى الذى له أذرع كثيرة كالمنظمات والأحزاب والجامعات، أما الكنيسة هى مؤسسة روحية لها دور مجتمعى تهتم بالإنسان المسيحى، وأنا أرى أن الجانب الروحى يجب أن يكون أكثر حضورًا ـ وماذا عن لائحة 57 الخاصة بانتخاب البطريرك؟ * في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن لائحة 57 الخاصة بانتخاب البطريرك، وأخذت فترة طويلة من المناقشات فى المجمع المقدس لأنها وضعت من أكثر من 55 سنة، والآن لا تناسب متغيرات العصر، فاللائحة تتجاهل حقوق أقبط المهجر، لذلك سيتم تشكيل لجنة من القانونين والمستشارين والأساقفة، لتغييرها. ـ هل هناك فترة زمنية للإنتهاء من التعديلات باللائحة؟ * اللجنة التى سيتم تشكيلها هى التى ستقرر الفترة الزمنية. ـ أزمات الأقباط السياسية تفاقمت فى أعقاب الثورة، خاصة مع خروج شباب الأقباط للتظاهرات الغاضبة، ماذا عن خططك المستقبلية مع الشباب ؟ * الثورة منحت الحرية للجميع للتعبير، سواء بالسلم أو بطريقة عنيفة، ويكفى أن شباب الكنيسة اتجهوا الآن بتظاهرتهم بعيدًا عن الكاتدرائية بعكس السابق، واتجهوا نحو مجلس الوزراء ومجلس الشعب، وهذا يؤكد على اندماجهم فى المجتمع، وأستعين بقول المسيح عن الشباب "أنتم ملح الأرض ونور السماء" وسأسعى للحوار مع الشباب بالتأكيد. ـ ننتقل للحديث عن الدستور الجديد، ما رأيك فى المناقشات الأخيرة حول الدستور خاصة بعد تصاعد الخلاف بين الإسلاميين والقوى المدنية؟ * الدستور هو أبو القوانين، ويجب أن يقوم على المواطنة ومن غيره مفيش " دستور "، فمن الممكن، وعليه فأى أضافات او تليمحات تجعل الدستور ذات شكل دينى سيصبح الدستور غير مقبول. ـ وماذا عن الخلاف بالمادة الثانية حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ؟ * أعتقد أنه هناك اتفاق على بقائها كما هى بين أعضاء الجمعية التأسيسية، وأنا أرى أن إضافة جملة "الشريعة الإسلامية" فى دستور 71 كانت مجاملة الرئيس السادات لكسب تعاطف الإسلاميين. ـ وما رأيك فى إصرار التيار السلفى على التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية؟ * هذا الإصرار يعنى صراحة إقصاء الأقباط، كأنهم غير موجودين. ـ من وجهة نظرك ما مشكلات المواطن القبطي؟ * الأزمات واضحة والكل تحدث عنها، وأجريت لجان تقصى حقائق وقدمت تقارير ولم يؤخذ بها، مش محتاج أقول، الجيمع يعلم ما هى الأزمات. ـ وماذا عن الرئيس مرسى ؟ * هو رئيس لكل المصريين ورمز جاء بالانتخاب، والكنيسة تتعامل معه بالمحبة والسلام، وهو فى الشهور الأولى لحكمه نطالبه بمشروع نهضة حقيقة وليس نهضة على الورق. ـ وماذا عن مستقبل قانون دور العبادة الموحد؟ * متسألنيش أنا، اسأل مجلس الشعب ووزارة الإسكان ومجلس الوزراء عن هذا القانون، خاصة أنه لاضرر من بناء الكنائس وهذا سؤال عليه علامات استفهام كثيرة ولا أجد إجابة عليه حتى اللحظة. ـ ما رأيك فى استمرار أزمة تهجير الأقباط التى ظهرت بوضوح خلال الفترة الماضية؟ أستنكر إجبار الأقباط على الهجرة، وأيضاً هجرتهم باختيارهم، لأن ذلك يسيء إلى صورة مصر أمام العالم، ويجعلها رديئة.. "تخيل أن أسرة تطرد ابن من أولادها".. هذه الصورة السيئة تؤثر سلباً على الاقتصاد والسياحة، بخاصة أن الدستور الجديد ينص على حماية رعايا البلاد داخلياً وخارجيًا، ولكننا هنا نطلب الحماية الداخلية. المصدر : الوطن |
|