|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتهار الأشرار المخادعين أَحَقًّا بِالْحَقِّ الأَخْرَسِ تَتَكَلَّمُونَ بِالْمُسْتَقِيمَات تَقْضُونَ يَا بَنِي آدَمَ؟ [ع1] ينطبق هذا على مشيري أبشالوم بن داود، خاصة أخيتوفل، الذين خططوا له لكي يظهر أمام الشعب أنه أقدر من داود أبيه على الحكم بالحق، وأكثر منه تواضعًا وحنوًا. "كان أبشالوم يبكر ويقف بجانب طريق الباب، وكل صاحب دعوى آتٍ إلى الملك لأجل الحكم، كان أبشالوم يدعوه إليه، ويقول له: ...أمورك صالحة ومستقيمة، ولكن ليس مَنْ يسمع لك من قِبَلْ الملك. ثم يقول أبشالوم: من يجعلني قاضيًا في الأرض، فيأتي إليّ كل إنسان له خصومة ودعوى فأنصفه.... فاسترق أبشالوم قلوب رجال إسرائيل" (2 صم 15: 2-6). هكذا كان الابن العاق يخطط بمشورة الأشرار المحيطين به للثورة على أبيه واستلام كرسي الحكم، وقتل أبيه، ويتظاهر بالتمسك بالحق والاهتمام بكل مظلومٍ. حتى بعد الثورة على أبيه الذي هرب، أشار عليه أخيتوفل أن ينتخب اثني عشر ألف رجل، ويقوم الأخير بالسعي وراء داود في نفس الليلة حتى يضربه وهو متعب ومرتخي اليدين. يرى البعض أن ما ورد في هذا المزمور من رغبة الكاتب في هلاك الأشرار المقاومين له لا يتناسب مع مشاعر داود من نحو ابنه المتمرد. فقد قيل: "أوصى الملك يوآب وأبيشاي وإتاي، قائلًا: "ترفقوا ليّ بالفتى أبشالوم" (2 صم 18: 5). وحين سمع الملك عن موت ابنه: "انزعج الملك، وصعد إلى علية الباب، وكان يبكي ويقول هكذا وهو يتمشي: "يا ابني أبشالوم. يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم ابني، يا ابني" (2 صم 18: 33). لعل داود كان يشعر أن ما بلغه أبشالوم من روح التمرد كان بدافع مجموعة من الأشرار، فما يسأله عن مقاضاة الأشرار [ع6-11] لا يقصد به أبشالوم نفسه، بل من هم وراءه، أو مجلس الشورى الذي يخطط له. يترجم البعض هذه العبارة: "أحقًا تتكلمون بالبرّ يا أيها المجلس؟" يرى البعض أن شاول، إذ فشل في قتل داود، وهرب الأخير إلى البرية، دعا الملك بعض المشيرين لعقد مجلس يدرس ويخطط لحماية العرش، حيث اُتهم داود بالتمرد والخيانة والرغبة في الاستيلاء على عرش إسرائيل. وكأن هذا المجلس قد اجتمع بغرضٍ صالحٍ، وهو حماية عرش إسرائيل من الاغتصاب. كان داود يصرخ موبخًا مشيري شاول ورجاله قائلًا: "هل تطلبون العدل، وتحكمون بالحق، وتتظاهرون بالبرّ، وأنتم تخططون لاغتيال البريء؟" يدعوهم المرتل بني آدم، إما ليذكرهم بضعفهم وأنهم ليسوا فوق القانون، بل سيُحاسبون عن تصرفاتهم، أو ولكي يدركوا أنهم لا يتمتعون بالبنوة لله، بل هم بنو البشر. * لقد أقسم شاول بأن يحل عداوته من نحو داود، ويُبطل اضطهاده له، لكنه حنث بقسمه، وغدر بعهده، وكان يترصده. هكذا أيضًا بالنسبة لأنطيوخس (أبيفانس) ومن معه، فإذ كان المكابيون يغلبونهم، كانوا يتظاهرون في تملقٍ كأنهم محبون لهم... أناس كثيرون قاموا بأذية اليهود في مكرٍ. وهذا المزمور يشير إلى مكرهم وكذبهم، إذ يقول النبي: يا أيها الرجال فكروا في أنكم أبناء بشر (أي مائتون)، وقابلوا أقوالكم بأعمالكم، انظروا وأحكموا بغير مراءاة، إن كانت أقوالكم صدقًا! هذا المزمور أيضًا نبوة عن اليهود الذين كانوا يتظاهرون أنهم حافظون للناموس، ويخاصمون ربنا لأنه كان يصنع أشفية في السبوت. الأب أنثيموس الأورشليمي * ليته لا يكون لكم برّ الشفاه فحسب، وإنما أيضًا الأعمال. إن كنتم تعلمون بغير ما تنطقون، فأنتم تنطقون بالصالحات، وتحكمون بما هو شر... القديس أغسطينوس * لا يترك المكر مكانًا للبساطة، ولا موضعًا للإلهيَّات في هذه القلوب... أما إذا رأى الرب طهارة قلب فيسند فيه عمل عظمته، أي الهبة العظيمة الفائقة التي تنسكب في قلوب الصالحين. القديس أمبروسيوس ما يحزن قلب المرتل أن القضاة المسئولين عن التكلم بالحق، أخذوا موقف الصمت تجاه التصرفات الشريرة الظالمة ضد المرتل. بَلْ بِالْقَلْبِ تَعْمَلُونَ شُرُورًا فِي الأَرْضِ. ظُلْمَ أَيْدِيكُمْ تَزِنُونَ [ع2]. حرف "بل" هنا يعني "بالأكثر". فإن الأمر لم يقف عند الصمت عن إعلان الحق، وإنما وإن صمتت ألسنتهم عن الدفاع عن الحق، لكن قلوبهم وأفكارهم وأعمالهم تشهد بالأكثر للشر العامل فيهم. قد يصمتون أو ينطقون بكلمات معسولة، لكن أعماقهم تشهد بشرهم؛ هذا ما تترجمه أعمالهم. ما يفكرون به في قلوبهم تكشفه أعمالهم حيث يمارسون الظلم علنًا. "ويل للمفتكرين بالباطل، والصانعين الشر على مضاجعهم. في نور الصباح يفعلونه، لأنه في قدرة أيديهم" (مي 2: 1). يسألهم المرتل أن يزِنوا قلوبهم وأعمالهم بميزان الحق، فما حملته قلوبهم من خبثٍ وشرٍ، ترجمته ألسنتهم حتى وإن ادعوا أنهم حماة للحق. ليس في قلوبهم سوى الخبث. يدعون أنهم ممسكون بميزان العدل، بينما تتحرك أياديهم نحو العنف والظلم. * هنا يعني: إن أقوالكم وإن كانت صالحة، لكن منبعها الذي هو عقلكم مملوء من كل إثم، وبأياديكم تضفرون ظلمًا. أفكاركم وأعمالكم شريرة تناقض أقوالكم. الأب أنثيموس الأورشليمي يرى البعض أن الكلمة العبرية المقابلة لتزنون "Paw-las" تعني أن تعدوا (الطريق) أو تعملوا. ويرى القديس أغسطينوس أن المرتل هنا ينتقد الأشرار لأنهم يحبكون الإثم معًا. * تحبك أياديكم الإثم معًا. فمادمتم تعملون معًا (في الإثم)، تربطون خطية بخطية. القديس أغسطينوس زَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَحِمِ. ضَلُّوا مِنَ الْبَطْن،ِ مُتَكَلِّمِينَ كَذِبًا [ع3]. كأن المرتل يقول لهم: إنني لست أدهش لما تمارسونه من ظلم وشرور، فإن أعمالكم تتناغم مع طبيعتكم وأنتم بعد في البطن، فأنتم أشرار، نسل شرير من سلف شرير". إن كان هذا هو حالهم، فإننا نحن أيضًا نشاركهم في الفساد الذي يحلّ بكل البشرية. لكن نعمة الله هي التي تضمنا إليه، وتهبنا البنوة له. ليس لنا فضل في ذلك. يقول المرتل: "متكلمين بالكذب".لأنه كما يقول القديس أغسطينوس إن ينطقوا بالحق أو بالظلم، فهم ينطقون بالكذب، لأنهم يحملون الشر مخفيًا في قلوبهم. ارتكاب الخطية والانغماس في الشر تغرب عن الله وعن ناموسه. يقول الرسول بولس: "أنتم الذين كنتم قبلًا أجنبيين وأعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة" (كو 1: 21). يرى العلامة أوريجينوس أنه لايمكن تفسير هذه العبارة حرفيًا، لأنه لا يستطيع أحد أن يتكلم بمجرد ولادته، ولا أن يزوغ نحو الشر وهو في رحم أمه. إنما يُفهم من هذا أنه كما يوجد أبكار للرب، يكرسون حياتهم لله، هكذا يوجد أبكار لإبليس، يكرسون كل طاقتهم لمقاومة الحق الإلهي. اعتمد بعض الهراطقة على هذه العبارة كما على قول الرسول بولس إن الله أفرزه قبل أن يُولد ودعاه لنعمته (غل 1: 15)، ناسبين للأشرار طبيعة الشر قبل ميلادهم، بينما للقديسين طبيعة صالحة. ويجيب عليهم العلامة أوريجينوس قائلًا: [نقول إن بولس قد اُختير ليس مصادفة، ولا لأن له طبيعة مختلفة، وإنما هو نفسه ينسب علة اختياره إلى ذلك الذي يعرف كل شيء قبل أن يحدث... إذ سبق فرأى الله بولس سيجاهد بفيضٍ أكثر من غيره في الإنجيل... ولهذا السبب كرسه يسوع وهو في رحم أمه لخدمة الإنجيل. لو أنه اختير قضاءً وقدرًا كما يقول الهراطقة، أو لأنه ورث طبيعة أفضل من غيره، لما كان يخشى من أن يُدان إن فشل في الكرازة بالإنجيل (1 كو 16: 9).] * عندما ينطقون بالظلم إنما ينطقون بالباطل، لأن الظلم مخادع. وعندما ينطقون بالعدل يتكلمون أيضًا بالباطل، لأنهم ينطقون بشيءٍ، ويخفون في قلوبهم شيئًا آخر. القديس أغسطينوس * لا يصنع الجنين قبل ولادته خيرًا ولا شرًا، وإنما يفعل ذلك بعد ولادته وبلوغه. أما قوله "من الحشا البطن"، فمعناه أن الأشرار بما أنهم مولودون من والدين أشرار غير عارفين الله، ولم يتعلموا أنه معتني بالعالم، لهذا صنعوا أعمالًا تقصيهم عن العدل، ومارسوا أعمال الظلم، وتكلموا بالكذب من بدء ولادتهم. أيضًا يعني أن الله بسابق علمه يعرف الذين سيكونون صديقين كقوله لإرميا النبي: "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك" (إر 1: 5). وبهذا المعنى أيضًا جاء قول الله لفرعون: لهذا الأمر نفسه أقمتك لكي أُظهر فيك قدرتي، ولكن سابق علم الله لم يكن سببًا في أن يصير إرميا قديسًا وفرعون شريرًا. وأيضًا جرن المعمودية هو بطن ورحم، لأن المعمودية تلد ولادة روحية. أما الخطاة والذين زاغوا عن حقيقة الإيمان ابتعدوا عنها بكذب اعتقاداتهم وتزييف كلامهم، وقد ضلوا، لأنهم فضلوا الكذب عن الحق. أما القديس غريغوريوس النيسي فيقول: إن الكنيسة هي بطن ورحم، لأنها تلد المسيحيين، وتأتي بهم إلى النور الإلهي والحياة الأبدية. وأما الهراطقة فقد أقصوا منها وتغربوا عنها. وأيضًا المرء في بدء نشأته إذا عمل فضيلة أو رذيلة يُقال إنه من الرحم صنع هذا. وكما جاء في سفر أيوب: "إن أكلت لقمتي وحدي، فما ناولت منها يتيمًا، بل منذ البطن كنت أهديهم وأعولهم كأب" (راجع أي 31: 17-18). أيضًا التعليم الفاسد هو البطن والرحم الذين نشأوا فيه، فالذين يقبلونه أقصوا عن الله، وتغربوا عنه منذ بطنأمهاتهم التي هي غريبة منه. الأب أنثيموس الأورشليمي * حسب الكلمة النبوية، عندما انحرف الناس عن الرحم واهب الحياة الذين فيه تشكلوا، نطقوا بالباطل عوض الحق (مز 58: 3). لهذا اتخذ الوسيط بكر طبيعتنا العامة، وجعلها مقدسة خلال نفسه وجسده، بغير امتزاج ودون أية نزعة نحو الشر، محتفظًا بها في نفسه Himself. فعل هذا لكي ما إذ يصعد بها إلى أب عدم الفساد خلال عدم فساده، تنسحب الجماعة كلها معها بسبب الطبيعة المشتركة، حتى يهب الآب المحرومين من الميراث "البنوة" (غل 4: 5؛ أف 1: 5)، كأبناء لمن فقدوا الميراث، ويجعل من أعداء الله أن يشاركوا في اللاهوت (الحياة المقدسة) . القديس غريغوريوس النيسي يرى القديس أغسطينوس في تعبير "زاغ الأشرار من الرحم"، إشارة إلى الذين بعدما وُلدوا من الكنيسة تغربوا عنها، وحملوا لها روح العداوة؛ تغربوا عن الحق! * ممن تغربوا؟ عن الحق! من أين تغربوا؟ عن المدينة المطوَّبة، عن الحياة المطوَّبة... يوجد من وُلدوا من أحشاء الكنيسة... وهو أمر صالح! أنهم تشكَّلوا هكذا ولم يُجهضوا. لتحملكم الأم، ولا تُجهضكم. إن كنتم في طول أناة تبقون حتى تتشكلوا، ويكون فيكم تعليم الحق الأكيد، فإن الأحشاء الملموسة تحتفظ بكم. ولكن إن كنتم في غير صبرٍ تترجون أمكم، فإنها ستتخلص منكم وهي في ألمٍ، لكن خسارتكم أعظم من خسارتها. لهذا فإن هؤلاء زاغوا من الرحم، لأنهم نطقوا بأمور باطلة... لقد زاغوا من الرحم، لأن الحق يقطن في أحشاء الكنيسة. القديس أغسطينوس لَهُمْ حُمَةٌ مِثْلُ حُمَةِ الْحَيَّةِ. مِثْلُ الصِلِّ الأَصَمِّ يَسُدُّ أُذْنَهُ [ع4]. قديمًا كان البعض يستخدمون نوعًا من الرقي والتعاويذ لتمنع الحيات من أن تلدغ. جاء في سفر الجامعة: "إن لدغت حية بلا رقية، فلا منفعة للراقي" (جا 10: 11). وفي سفر إرميا: "لأني هأنذا مرسل عليكم حيات أفاعي لا تُرقى، فتلدغكم يقول الرب" (إر 8: 17). توجد جماعة خاصة بين الهندوس متخصصون في استخدام تعاويذ بها يجلبون الحيات من جحورها وينزعون عنها سمومها. يقول Plumer إن الحواة الراقين لا يزالوا موجودين إلى اليوم في الهند وفي مصر. وأن هؤلاء ليس لهم سلطان على الأفعى السامة Cobra بدعوى أنها أصم لا تسمع صوت الحاوي الراقي. يرى G. S. Cansdaleأن الحواة الراقين يهتمون بالأكثر بالأفعى السامة Cobra... هذا ويوجد اتفاق عام الآن بأن الحيات لا تسمع deaf، وإن الراقين يجتذبونها لا بأصوات المزمار، وإنما بحركة المزمار. إذ يحمل الإنسان إرادة شريرة يتحول كما إلى حيَّة تبث سمًا (حُمة). وكأنه يقبل البنوة لإبليس، ويمارس أعماله الشريرة. غير أنه مراحم الله تنتظر كل إنسان إلاَّ إذا سدْ أذنيه عن صوت الروح القدس واهب التبكيت على الخطية. إنهم لا يطلبون أذية البار فحسب، وإنما يريدون قتله، كما بسم الحية، حيث يبدو كأن لا شفاء للبار من شرهم القاتل. يشبه المرتل هؤلاء الأعداء المخادعين بالأفعى والصل adder الأصم، لأن خطورتهما في أنيابهما وفمهما. هكذا يستخدم الأشرار أفواههم، فينطقون بمشورات قاتلة مسمومة. صار الأشرار متشبهين بالحية القديمة التي قدمت للبشرية سمًا قاتلًا. صاروا كالأفعى السامة الصماء، التي لا تسمع لصوت الراقين (المعوذين). إنهم لا يبالون بتوسلات المظلومين، ولا يستمعون إلى كلمات الله ووصاياه. ليس أحد أصم مثل ذاك الذي يسد أذنيه عن إخوته وعن الوصية الإلهية. * كما لو أن روح الله إذ يتكلم مع أشخاصٍ معينين لا ينصتون إلى كلمة الله، ليس فقط لا يعملون، وإنما أيضًا يرفضون أن يسمعوا، حتى لا يعملوا بها. القديس أغسطينوس * إننا حاكينا أيضًا الأفاعي، لأن غضب بني البشر، كما يقول الكتاب، شبه الحية (مز 58: 5)، "وسُمّ الأفاعي تحت شفاهه" (مز 140: 4) . * لنحذر لئلاَّ يُقال عنا إن آذاننا هي آذان الصل الأصم. اَخبروني، في أي شيء يمكن للمستمع الذي من هذا النوع أن يختلف عن الحيوان؟ وكيف يمكنه أن يكون غير عاقلِ بطريقة تختلف عن أي حيوان أعجم، ذاك الذي لا يبالي عندما يتكلم الله؟ القديس يوحنا الذهبي الفم الَّذِي لاَ يَسْتَمِعُ إِلَى صَوْتِ الْحُواة،ِ الرَاقِينَ رُقَى حَكِيمٍ [ع5]. يرى القديس أثناسيوس الجليل أن نفس الغضوب تتشبه بالحية التي ظهرت في الجنة كأنها حكيمة أمام أبوينا آدم وحواء، وظهرت كما لو كانت تحمل روح الصداقة والمودة، لكنها حكمت على نفسها بالموت. هكذا تشبه بها شاول الملك الذي كان يظهر المودة لداود النبي، لكنه كان يُريد قتله. هكذا فعلت جماعة أنطيوخس أبيفانس، وأيضًا هكذا فعل الكتبة والفريسيون الذين كانوا يتوددون لربنا يسوع المسيح بكلام يبدو رقيقًا مملوء حبًا، فيدعونه: "ربي"، و"يا معلم" الخ، أمَا قصدهم فكان قتله. بهذا تشبهوا بالحية القديمة بشرها، ولم يريدوا أن يسمعوا أقوال الأنبياء المرسلين، الذين كانوا يعرضون عليهم التعاليم الحكيمة مثل الرقي. إنهم باختيارهم سدوا أذان نفوسهم لئلا يسمعوا، كما تسد الأفعى أذنيها لئلاَّ تسمع صوت الحاوي. هذا قاله الله في إشعياء: "غلظ قلب هذا الشعب، وثقل أذنيه، واطمس عينيه، لئلاَّ يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه، ويرجع فُيشفى" (إش 6: 10). إذًا خرجوا بإرادتهم عن أطوار البشرية، وتشبهوا بالوحوش السامة. * إنهم ليسوا صُمًّا، بل جعلوا أنفسهم صمًّا. * لقد اختاروا ألاَّ يكونوا في هدوء،ٍ بل في غضبِ، لهذا لا يريدون أن يسمعوا. لو أنهم سمعوا ربما لتوقف غضبهم. لقد صار سخطهم أشبه بسخط حية. القديس أغسطينوس * دعا الله أولئك الذين يعلم أنهم أبناء للبشر "جيل حيات"، لأنهم على مثال هذه الحيوانات يسلكون بمكرٍ ويؤذون الآخرين. العلامة ترتليان |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 101 | الهروب من الأشرار |
مزمور 75 | تحذير من الأشرار |
مزمور 73 |نجاح الأشرار |
مزمور 59 - طلب الخلاص من الأشرار |
مزمور 11 - نصيب الأشرار |