|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رغبة الآب تتجلى في اليّد الثانيّة (مت 28: 19- 20) الآن رغبة الآب في قول يسوع هي أنّ يبقى مع تلاميذه من خلال الرّوح القدس، معنا نحن اليّوم، حتى نهاية العالم، لذا يرسلنا لتلمذة جميع الأمم، بحيث ينتشر هذا الحضور في كل ركن من أركان الأرض يمكن أنّ يظهر وجه إله يسوع في ثمار الحياة والحب. لكن إذا تسألنا عن كيفيّة تعبيّر هذا الصوت الإلهي عن ذاته الآن؟ هل الله لا يظهر في عظمته بل في محبته من الآن وصاعداً؟ نجد الإجابة أنّ بارسال الابن تلاميذه لإتمام المعموديّة، حيث ينادي كلّا منهم لكل معمد من الرجال والنساء باسم الله الثالوثيّ. تكمن رسالة التلاميذ في طاعتهم للرّبّ قبل صعوده المباشر إلى السماء حينما قال لهم: «اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس» (مت 28: 19). وهذا هو إعلان واضح بايقونة الثالوث الّتي كشف عنها يسوع صراحة وقت إرسال تلاميذه. جوهريّة رسالة التلاميذ ورسالتنا هي للـمٌعمدين منهم هي التعليم وحفظ وصاياه «عَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به» (مت 28: 20). لعل ترجمة الفعل فيه بـ"يحفظ" وليس "يراقب" يتيح لنا قراءة أعمق للنص. حيث إنّنا كمعمدين باسم الآب والابن والرّوح القدس فنحن التلاميذ الـمدعوين إلى حفظ وصايا الابن وهي الّتي إستمدها من الآب ورسمها له الرّوح القدس بشكل دائم. هذه الحياة الّتي عاشها التلاميذ الأوائل تمتد فينا اليّوم فهي حياة مستمرة. هذه هي روايّة الحبّ الّتي لا ولنّ تتوقف مع مرور التاريخ. طريق الله معنا مستمر في حياة الكنيسة والمؤمنين وكل إنسان تظهر على وجهه بعض سمات وجه يسوع. يحفظ يصبح الفعل الّذي يشير إلى أهميّة عمل الله في تاريخنا البشري فهي الروايّة الّتي تستمر في حياتنا كتلاميذ يسوع وأبطالها لا يزالون الله الآب العامل في حياتنا بيديه: الابن والرّوح القدوس. الآب الذي منه يأتي كلّ شيء وإليه يذهب كلّ شيء، الابن، الكلمة الأبديّ الّذي كشف لنا وجه الله الساميّ الّذي لم يره أحد مِن قبل، الرّوح الّذي يستمر في تذكيرنا بكل ما فعله يسوع وقاله مما يجعلنا ورثة معه (راج روم 8: 14 – 17) ويصوغ صورته فينا كوارثين بفضل الابن بيننا حتّى انقضاء الدهر. |
|