|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم والأسرار الكنسية جاء حديث القديس يوحنا الذهبي الفم عن الأسرار الكنسية متغلغلًا في أغلب عظاته وتفسيره وكتاباته وكأنها شرايين الحياة المسيحية، وكأن جزءًا من عمله الرعوي أن يعين شعبه على اكتشاف هذه العطايا المجانية بروح تقوى عملي. أنه بين الحين والآخر يكشف لأولاده عن عمل المعمودية كسر الوحدة بين المؤمن والسيد المسيح وبينه وبين إخوته في المسيح يسوع كما يوضح قوة الإفخارستيا كدعامة أصيلة لحفظ هذه الوحدة وتثبيتها... إلخ. ركز القديس في حديثه عن الأسرار الكنسية على جانبين هامين: 1. الأسرار الكنسية هي عطية الله لشعبه، لا تعطى كثمرة لفضيلة الكاهن خادم السر، بل هي نعمة مجانية يمنحها الله لمؤمنيه في استحقاقات الصليب. الكاهن يفتح فمه، لكن الله هو الذي يقوم بالعمل، الذي قدس التقدمة الأولى (السيد المسيح) هو الذي يتمم كل الأسرار، وليس البشر(1). "عندما يعمد الكاهن، ليس هو الذي يعمد، بل الله نفسه يمسك برأس المعمد. بقوته غير المنظورة(2). "تأخذ مياه المعمودية فاعليتها خلال قوة الروح(3)". 2. الأسرار وهي تحمل قوة في ذاتها لكنها لا تعمل فينا بدون جهادنا، بل يعتبر دينونة علينا. ففي حديثه عن المعمودية مع الموعوظين يقول: "يقدر الجرن أن يغفر الخطايا السابقة، لكننا إن عدنا إليها ثانية لا يكون الخطر بسيطًا، بل يتحول العلاج إلى جراحات(4)". وفي حديثه عنها مع المؤمنين يقول: "إننا محتاجون إلى غيرة عظيمة لنحفظ النبوة التي طبعت علينا بالمعمودية(5)". وفي حديثه عن سرّ الإفخارستيا يربط الشركة فيه بالجهاد التقوى ومحبة الآخرين خاصة الفقراء، فيقول: "أتريد أن تكرم جسد المسيح؟ لا تهمله متى كان جائعًا... بينما تقدم له (على المذبح) ثيابًا حريرية تتركه في الخارج يهلك بردًا وجوعًا. الذي قال (هذا هو جسدي) أكد بالحقيقة أنه هو بنفسه يقول أيضًا(6)، وكنت جائعًا فلم تطعموني... ما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم؟. أتصنع له كأسًا ذهبيًا وأنت لا تقدم له كأس ماء بارد؟(7)". إذ سبق أن أشرت إلى حديثه عن سرّ الكهنوت أثناء الحديث عن منهجه الكرازي الرعوي الكهنوتي اكتفي الآن بالحديث عن سري العماد والإفخارستيا كمثلين عن الأسرار الكنسية. |
|