|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الصدِّيق يسلك بكماله طوبى لبنيه بعده" [ع 7] لا يغتر الصدِّيق بمديح الناس له، كما لا يهتز بذم الآخرين ونقدهم اللاذع له، إنما ما يشغله هو الكمال الذي يهبه له الله ككنزٍ داخليٍ، يتمتع به، ويقدمه ميراثًا لبنيه، الذين ينتفعون من صلواته عنهم، ويقتدون به. يعلم الآباء أبناءهم بالحياة العملية والسلوك والصلوات الخفية من أجلهم، ذاك أفضل من تقديمهم نصائح وتعليمات بالكلام. يستطيع الأبناء أن يتلامسوا مع عمل الله في حياة آبائهم، كما يكتشفون رياءهم وخداعهم إن حملوا مظهرًا غاشًا. تستطيع قلوب الأبناء أن تخترق قلوب آبائهم، وتتعرف على أسرارهم وتكشف حقيقة علاقتهم بالله! * لا تحسب من هو متغير وضعيف أبًا لأولادك، بل يليق بك أن تجعل الله الأبدي غير المتغير أبًا لأولادك الروحيين. سلمه ثروتك التي تريد أن تدخرها لهم. اجعله حارسًا عليهم وضامنًا وحافظًا لهم بقدرته الإلهية، ضد كل مصائب الزمن. فإنك إذ تعهدها في يد الله لا ينتزع أحد ملكيتها ولا يغتصبها بيت المال، ولا يلحقها جور قضائي، بل يكون الميراث في أمان متى كان محفوظًا في حراسة الله. بهذا تمد ورثتك الأعزاء بتطويبات المستقبل. هذا ما تمليه عليك العاطفة الأبوية من جهة الاعتناء بوارثيك، معتمدًا على قول الكتاب: "كنت فتى والآن شخت، ولم أجد صدِّيقًا تخلي عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزًا". وقوله: "الصديق يسلك بكماله. طوبى لبنيه بعده" (أم 20: 7). لذلك فإن لم تهتم بإرشاد أولادك وحفظهم في الإيمان والتقوى لا تستحق أن تُدعى أبًا بل تكون أبًا خائنًا، يا من تحرص على ممتلكاتهم الأرضية أكثر من حرصك على ممتلكاتهم السمائية، فتوصيهم بالشيطان لا بالمسيح. وبذلك تخطئ خطيئتين، وترتكب جريمة مزدوجة: أ. إنك لم تمد أولادك بمعونة الله أبيهم. ب. إنك تعلمهم أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح. الشهيد كبريانوس |
|