* عندما يريد الله أن ينصر الإنسان ويعَّظمه، يسلمه أولًا إلى الشر (التجارب) ليُختبر ويُفحص، ثم يظهر جماله للعالم بالحسنات التي يعملها الله معه.
لما أراد الله أن ينصر يوسف ويجعله سيدًا على مصر كما ترى قداستك، ماذا كانت بداية عمله ليفضي إلى نهاية صالحة؟ أولًا قبض عليه إخوته، وأهانوه، واستهزأوا به، ونزعوا ثيابه، وأبقوه في الجب، وقطعوا رجاءه، وباعوه للتجار، وصار عبدًا يخدم الأرباب، وأستعبد ابن الأحرار الحسن الذي لم يقترف سوءً.
من كان يرى هذا العمل السيئ لم يكن بوسعه أن يظن أن كل هذه الشرور كانت تُرتكب لصالح يوسف. أما الله الذي كان يعلم ماذا يريد أن يصنع له، فلم يشفق عليه عندما كان يرزأ تحت وطأة كل هذه الشرور، لكنه تركه يسقط في الجب، ويُباع للتجار، وُيزج به في السجن ظلمًا. بعد هذه كلها أشرق جماله كالشمس، وظهر حقه كالذهب، وزالت شروره كالدخان، واعتلى قمة المركبة كالملك، وقام في العظمة التي من أجلها وضعه الله بحيث يتواضع فيرتفع.