|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكمة الله وحكمة العالم إننا نميز بين حكمة الله ومكر العالم كما قيل " الآخذ الحكماء بمكرهم" (1كو3: 19). والقديس بولس الرسول شرح بتفصيل كبير الفرق بين حكمة الله، وحكمة العالم التي تبيد (1كو1: 19). وقال إن " حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله" (1 كو3: 19). وسماها " حكمة الناس" (1كو2: 5) وحكمة " حب الجسد" (1كو1: 26). " وحكمة من هذا الدهر" (1كو2: 6)... وعنها قال " إن الله اختار جهال هذا العالم ليخزي بهم الحكماء" (1كو1: 27). وفي مقابل هذا، تكلم عن الحكمة الروحية التي من الله ومن روحه. فقال " لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر. نتكلم بحكمة الله في سر، الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا" (1كو2: 6، 7). وهذه الحكمة التي من الله، قال عنها القديس يعقوب الرسول إنها " الحكمة التي من فوق " وشرح تفاصيلها. فقال: "وأما الحكمة التي من فوق، فهي أولًا طاهرة، ثم مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة، وأثمارًا صالحة" (يع3: 17). وفرق بينها وبين حكمة العالم التي وصفها بأنها " أرضية نفسانية، شيطانية" (يع3: 15). وبأن منها "التخريب والغيرة والتشويش، وكل أمر رديء". حكمة العالم فيها المكر والخبث، وربما من وسائلها الكذب والخداع، ولها كثير من السبل يدخل فيها الشيطان. وهكذا سلكت الحية " أحيل جميع الحيوانات البرية" (تك3: 1). حينما خدعت أمنا حواء.. وهكذا سلكت أيضًا إيزابل زوجة الملك الشرير آخاب حينما دبرت له حيلة يمكنه بها أن يستولي ظلمًا على حقل نابوت اليزرعيلى (1مل21: 5 15). وبحكمة عالمية أيضًا سلكت أمنا رفقة لكي تحصل لأبنها يعقوب على بركة أبيه. وكان ذلك بالكذب والخداع حتى أن يعقوب خاف وقال لها " ربما أجلب على نفسي لعنة لا بركة" (تك27: 12). ليست كل وسيلة توصلك إلى غرضك هي وسيلة سليمة. من العجيب أن طرق العالم كثيرًا ما توصل بسرعة... ولكنها غير مقبولة أمام الله. أبونا إبراهيم أخذ قطورة زوجة، فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحًا... ومن هؤلاء ولد له شبًا، ودوان، واشوريم، لطوشيم ولاميم، وآخرون (تك25: 1 4). ولكن لم يكن هؤلاء مقبولين أمام الله... إنها نتيجة سريعة، ولكنها وسيلة بشرية وغير مقبولة. ومن أمثلة الحكمة البشرية غير المقبولة من الله مشورة أخيتوفل. إنها ذكاء بشري يأتي بنتيجة ولكنه ذكاء شرير، يصلي الأبرار أن ينجيهم الرب منه " 2صم15: 31). وبالمثل: المشورة التي قدمها بلعام لبالاق (رؤ2: 14). وبالمثل كل خدع الشيطان التي سيضل بها العالم في آخر الزمان وحيلة أيضًا في كل زمان. إنه ذكاء ومعرفة، وحيلة تأتي بنتيجة، أو هي الحكمة الشيطانية التي ذكرها معلمنا يعقوب الرسول (يع3: 15). وكل هذه أمور ينبغي أن نهرب منها، وأن نرفض نتائجها مهما بدت في صالحنا. ومهما قدم لنا الشيطان، أو مهما قدم لنا ذكاؤنا البشري... فكرًا يبدو لنا صالحًا، فلنرفضه، إن كانت وسائلة غير سليمة، أو إن كان غير روحي. والكتاب يحذرنا قائلًا " توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم14: 12 أم16 25). |
|