إذا كان (رومية 5: 12) وما يلي يُخلِّف بعدُ أي شك في هذا الموضوع، فمن شأنه أن يزول بفضل مايقوله بولس في (1 كورنثوس 15: 22). ففي ذلك الموضع نقرأ أن الناس يموتون، لا في أنفسهم، ولا في آبائهم أو أجدادهم، بل في آدم. ومعنى هذا أن الناس ليسوا عرضة للموت بالدرجة الأولى لأنهم هم أو أجدادهم أذنبوا شخصياً، بل إنهم جميعاً ماتوا بالفعل في آدم. فقد تحتم للتو في خطية آدم وموته أن هؤلاء جميعاً سيموتون. وليس بيت القصيد أنهم فيه أصبحوا جميعاً مائتين، بل إنهم حقاً، وبعمنىً موضوعي، ماتوا فيه فعلاً. فحالئذٍ نُطِق بحكم الموت، وإن كان تنفيذه جاء في أعقاب ذلك، إذا جاز التعبير. والآن، لا يعترف بولس بأي موت سوى الموت الذي هو نتيجة الخطية (رو 6: 23). فإن كان جميع الناس ماتوا في آدم، فمعنى ذلك أنهم أيضاً أخطأوا فيه. وبتعدي آدم قُدِر للخطية والموت أن يدخلا العالم ويجتازا إلى جميع الناس، لأن ذلك التعدي كان ذا طبيعة خاصة. فهو كان تعدي قانونٍ محدد، ولم يجر هذا التعدي من قِبَل آدم وحده. بل من قِبَله بوصفه رأس الجنس البشري.