|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التَّطبيق اللاهوتي للنَّص الإنجيلي: للمَثَل أيضا بُعد لاهوتي، إذ يشرح المَثَل موضوع الدَعْوة والدَيْنُونَة. لا يقف المَثَل عند رفضُ السُّلطات اليهودية والشَّعب اليهودي ليسوع، بل إنه دَعْوة عامة أيضًا بأن السَّاعة قد أتت وكلُّ شيء مُعدّ "وأُعِدَّ كُلُّ شَيء فتَعالَوا إلى العُرْس" (متى 22: 4). دَعْوة سخية، ومَجَّانية ومبهجة حيث الفرح، الأكل، الشُّرب، ولقاء الأحباء. وهنا لم تكن دَعْوة إلى وليمة عُرْس عادي، لكن وليمة عُرْس ملكي. فهي وليمة المَلِك. ويعلق القدّيس برونو دي سيغني "كلّنا مدعوّون إلى هذا العرس. لقد أُعدّت لنا مائدة قال عنها الكتاب المقدّس: "تُعِدُّ مائِدةً أَمامي تُجاهَ مُضايِقيَّ" (مزمور 23: 5). نجد عليها خبز التَّقدمة، والعجل المُسمّن، والحمل الذي يحمل خطايا العالم (يوحنا 1: 29). هنا، يُقدَّم لنا الخبز الحيّ النازل من السماء (يوحنا 6: 51؛ وكأس العهد الجديد (1قورنتس 11: 25). هنا، تُقدَّم لنا الأناجيل والرسائل، وكتب موسى والأنبياء التي تُشبه الأطباق المليئة بكلّ ما لذّ وطاب" (شرح لإنجيل القدّيس لوقا). ويتسأل القدّيس يعقوب السروجيّ، راهب وأسقف سريانيّ "في أية وليمة أخرى وُزِّعَ على المدعوّين جسد العريس على شكل خبز؟" (عظة عن حجاب موسى). نجد رغم كل هذا في هذا المَثَل رفض من قبل المَدعُوِّينَ! ويتحدث الإنجيل عن ثلاثة أنواع من الرفض. البعض، ببساطة، " فأَبَوا أَن يَأتوا " (متى 22: 3). والبعض الآخر "لم يُبالوا" (متى 22: 5) وذهب إلى أعمالهم. والبعض الآخر، كان رفضهم بعنف " فَشَتَموهم وقَتَلوهم (متى 22: 6). كل واحد منا مدعو إلى جواب شخصي على دَعْوة الرَّبّ المَجَّانية، مدعوٌ للانفتاح على كلمة الله، على نداءات ضميره، فما هو ردُّ فعلنا؟ فهل هناك مجال للتردّد تجاه دَعْوة الإنجيل؟ وهل هناك ما هو أهم من تلبيتها؟ فلا بدَّ من اتخاذ القرار. يا رب من هو الإنْسَان حتى ينال هذا الشرف الرفيع! ليس المَثَل هو بمثابة دَعْوة بل هو أيضاً بمثابة إعلان دَيْنُونَة الله. إنها دَيْنُونَة قاسية لا يفلت منها أحد: لا تَخصُّ الدَيْنُونَة فقط مدعوي الدفعة الأولى، بل تمتدُّ إلى مدعوي الدفعة الثانية أيضاً، الذين قد يعتقدون أنهم بتلبيتهم للدَعْوة أصبحوا في مأمنٍ من الدَيْنُونَة. فقد قال المَلِك واضحًا "إنَّ المَدعُوِّينَ غيرُ مُستَحِقِّين" (متى 22: 8). تطال دَيْنُونَة الله كلَّ إنسان، لان الجميع مَدعوًّون، ولكن ليس الجميع مُختارون. لآنَّ دخول رَدْهَة تتطلب أن يتغيّر الإنْسَان ويكون في موقف طاعة دائمة. إنّ باب الرَّدْهَة مفتوحٌ، لكنّه ليس مفتوحًا ليدخل فيه الخاطئ ويظلّ على خطيئته، بل ليدخل الخاطئ فيصير قدّيسًا. لذلك طالت الدَيْنُونَة على بني إسرائيل وتطال أيضاً المسيحيين. هذا ما يعنيه الإنجيل لباس ثوب العُرْس. |
|